الله ففرج عنها وأيم الله لقد ضمت ضمة سمعها ما بين الخافقين وقد عرف مما تقدم من الأخبار والآثار أن ضمة القبر لكل أحد فدخل فيه الصبيان الذين ماتوا صغاراً ومما يشهد لذلك ما رواه الطبراني بسند صحيح عن أبي أيوب أن صبياً دفن فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - لو أفلت أحد من ضمة القبر لأفلت هذا الصبي وروى الطبراني في الأوسط عن أنس أن النبي - صلّى الله عليه وسلم - صلّى على صبي أو صبية فقال لو أن أحداً نجا من ضمة القبر لنجا هذا الصبي وروى علي بن معبد في كتاب الطاعة والعصيان من طريق إبراهيم الغنوي عن رجل قال كنت عند عائشة فمرت جنازة صبي فبكت فقلت لها ما يبكيك قالت هذا الصبي بكيت له شفقة عليه من ضمة القبر وروى عمر بن شبة في كتاب المدنية عن أنس أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال ما عفي أحد من ضغطة القبر إلا فاطمة بنت أسد قيل يا رسول الله ولا القاسم ابنك قال ولا إبراهيم وكان أصغرهما ومن الغريب ما قال الزبير بن بكار في الموفقيات حدثني أبو غزية الأنصاري عن إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق قال قال عبد الله بن عمر وتوفي سعد بن معاذ فخرج إليه رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فبينما هم يمشون إذ تخلف فوقفوا حتى أدركهم فقالوا يا نبي الله ما خلفك عنا قال سمعت سعد بن معاذ حين ضم في قبره قالوا ضم في قبره وقد اهتز له عرش الرحمن فقال سعد أكرم على الله أم يحيى بن زكريا فوالذي نفسي بيده لقد ضم لأنه شبع شبعة من خبز شعير.
قال السيوطي: هذا حديث منكر بمرة وإسناده معضل والمعروف أن الأنبياء لا يضغطون.
قال أبو القاسم السعدي في كتاب الروح له: لا ينجو من ضغطة القبر صالح ولا طالح غير أن الفرق بين المسلم والكافر فيها دوام الضغطة للكافر وحصول هذه الحالة للمؤمن في أول نزوله إلى قبره ثم يعود إلى الإفساح له فيه قال والمراد بضغطة القبر التقاء جانبيه على جسد الميت وقال الحكيم الترمذي سبب هذه الضغطة أنه ما من أحد إلا وقد ألم