في ذراع وشبر (ثم رجعوا إليك فغسلوك وكفنوك وحنطوك ثم احتملوك حتى يضعوك فيه ثم يهيلوا عليك التراب ويدفنوك فإذا انصرفوا عنك أتاك فتانا القبر منكر ونكير أصواتهما كالرعد القاصف) أي الشديد المتجلجل (وأبصارهما كالبرق الخاطف) أي الذي يخطف الأبصار (يجران أشعارهما) لطولها (ويحثيان القبر) وفي رواية يبحثان (بأنيابهما) ومن قوله يجران إلى هنا لا يوجد في أكثر روايات هذا المرسل عند الجماعة وإنما هو في حديث عمر المتقدم ذكره (فتلتلاك) هو بمثناتين أي زعزعاك وأقلقاك وأزعجاك (وترتراك) هو أيضاً بمثناتين بمعنى الأوّل وضبطه السيوطي بمثلثتين وفسره بكثرة الكلام وتزيده وأنت خبير بأن هذا المعنى لا يوافق سياق الحديث وفي رواية هنا زيادة وهولاك والتهويل التفزيع (كيف بك) وفي رواية فكيف بك (عند ذلك يا عمر فقال عمر) رضي الله عنه يا رسول الله (ويكون معي مثل عقلي الآن) وفي الرواية يا رسول الله ومعي عقلي (فقال نعم قال إذاً أكفيكهما).
قال العراقي: رواه ابن أبي الدنيا في كتاب القبور هكذا مرسلاً ورجاله ثقات.
قال البيهقي في الاعتقاد: ورويناه من وجه صحيح عن عطاء بن يسار مرسلاً.
قلت: وصله ابن بطة في الإبانة من حديث ابن عباس ورواه البيهقي في الاعتقاد من حديث عمر وقال غريب بهذا الإسناد تفرد به مفضل ولأحمد وابن حبان من حديث عبد الله بن عمرو فقال عمر أترد إلينا عقولنا فقال نعم كهيئتكم اليوم فقال عمر بفيه الحجر أهـ.
قلت: هذا المرسل رواه كذلك أبو نعيم في الحلية والآجري في الشريعة والبيهقي في عذاب القبر.