قلبه ثم يحاسب بذلك فقال - صلّى الله عليه وسلم - لعلكم تقولون) وفي رواية أتريدون أن تقولوا (كما قالت بنو إسرائيل) وفي لفظ كما قال أهل الكتاب من قبلكم (سمعنا وعصينا) بل (قولوا سمعنا وأطعنا) غفرانك ربنا وإليك المصير فاقترأها القوم وذلت بها ألسنتهم (فأنزل الله الفرج بقوله لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) إلى آخرها.
قال العراقي: رواه مسلم من حديث أبي هريرة وابن عباس نحوه اهـ.
قلت: وسياق المصنف أشبه بسياق أبي هريرة مع الزيادات التي سقتها في أثنائه دون قوله إن أحدنا ليحدث إلى قوله بذلك وقد رواه كذلك أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وأما لفظ حديث ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية وإن تبدوا ما في أنفسكم الآية دخل في قلوبهم منها شيء لم يدخل من شيء فقال للنبي - صلّى الله عليه وسلم - فقال قولوا سمعنا وأطعنا وأسلمنا فألقى الله الإيمان في قلوبهم فأنزل الله آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه الآية لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا قال قد فعلت ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا قال قد فعلت ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به قال قد فعلت واعف عنا واغفر لنا وارحمنا الآية قال قد فعلت هكذا رواه أحمد ومسلم والترمذي والحاكم وابن جرير وابن المنذر من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس وأخرج عبد الرزاق وأحمد وابن جرير وابن المنذر بسند صحيح عن مجاهد قال دخلت على ابن عباس فقال إن هذه الآية لما أنزلت غمت أصحاب رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - غماً شديداً وغاظتهم غيظاً شديداً وقالوا يا رسول الله هلكنا إن كنا نؤاخذ بما تكلمنا وبما نعمل فأما قلوبنا فليست بأيدينا فقال لهم رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قولوا سمعنا وأطعنا قال فنسختها هذه الآية آمن الرسول إلى وعليها ما اكتسبت فتجوّز لهم عن حديث النفس وأخذوا بالأعمال وأخرج أبو داود في ناسخه وابن جرير بسند صحيح عن سعيد بن مرجانة أنه بينما هو جالس مع عبد الله بن عمر تلا هذه الآية وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه الآية فقال والله لئن آخذنا الله بهذا لنهلكن ثم بكى حتى سمع نشيجه قال ابن مرجانة