أبو حاتم لم يكن عندي بصدوق وقال العقيلي رافضي خبيث وقال النسائي ليس بثقة وقال الدارقطني رافضي متهم وقال عباس الدهري سمعت يحيى يوثق أبا الصلت وقال ابن محرز عن يحيى ليس ممن يكذب وأثنى عليه أحمد بن يسار في تاريخ مرو وقال السيوطي فالحاصل أن حديثه في مرتبة الضعيف الذي ليس بموضوع قال وقد أورد القطب القسطلاني هذا الحديث في كتاب له في التصوّف وقال إن له شاهداً من مرسل سعيد بن المسيب اهـ.
قال العراقي: وأما آخر الحديث فرواه أبو عبد الله الحسين بن فنجويه الدينوري في كتاب المعلمين من رواية كثير بن سليم عن أنس فذكر حديثاً طويلاً فيه ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الله عز وجل يقول لا تحقروا عبداً أعطيته علماً فإني لم أحقره حين وضعت ذلك العلم في قلبه وكثير بن سليم ضعيف اهـ
قلت: وأخرجه ابن عدي في الكامل في ترجمة طلحة بن زيد من حديث أبي موسى الأشعري رفعه إن الله تبارك وتعالى يقول لا تحقروا عبداً آتيته علماً فإني لم أحقره حين علمته وطلحة بن زيد متروك قال السيوطي وقد أخرجه الطبراني من طريق صدقة بن عبد الله عن طلحة بن زيد به.
قلت: ووجدت في كتاب تأليف الشيخ صفي الدين أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي المنصور ظافر بن الحسين الأزدي نازل القرافة في ترجمة شيخه عتيق الدمشقي أنه كان مع شيخه أبي النجاء بالموصل وذكر اجتماعه بقضيب البان فسأله عني الشيوخ الذين رآهم حال سياحته من المغرب فكان يقول قضيب البان عند ذكر رجل منهم هذا وزنه كذا حتى ذكر شيخاً مشهوراً ببلاد المشرق فقال له عند ذكره من الرجال من يرفع صيته ما بيني المشرق والمغرب ولا يسوي عند الله جناح بعوضة ثم قال قضيب البان يا أبا النجاء إن من العلم كهيئة المكنون لا يعرفه إلا العلماء بالله ولا ينكره إلا أهل الغرة تمم هذا الحديث قال له الشيخ ما آَعرف له تماماً قال قضيب البان تمامه فلا تحقرن عبداً آتاه الله علماً فإن الله لم يحقره حين آتاه ذلك العلم وودع الشيخ ومضى وسافر اهـ.