للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواية إسحاق بن عبد الله بن كيسان المروزي عن أبيه عن عكرمة فذكر حديثاً قال علي يا رسول الله أرأيت إن عرض لنا ما لم ينزل فيه قرآن ولم تمض فيه سنة منك قال تجعلونه شورى بين العابدين من المؤمنين الحديث وعبد الله بن كيسان منكر الحديث قاله البخاري وابنه إسحاق نسبه الحاكم وقد ورد من وجه آخر مرسلاً رواه الدارمي في مسنده من حديث أبي سلمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الأمر يحدث ليس في كتاب ولا سنة قال ينظر فيه العابدون من المؤمنين وهذا إنما يصح من قول ابن مسعود موقوفاً رواه الطبراني وابن عبد البر في أثر طويل وفيه فإن أتاه أمر ليس في كتاب الله ولم يقض فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فليقض بما قضى به الصالحون وإسناده ثقات يحتج بهم اهـ وفي القوت وقد روينا في خبر قيل يا رسول الله كيف نصنع فذكر مثل سياق المصنف وفي آخره ولا تقضوا فيه أمراً دونهم ثم قال وفي حديث معاذ فإن جاءك ما ليس في كتاب الله ولا سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال اقض فيه بما قضى الصالحون فقال الحمد الله الذي وفق رسول رسوله وفي بعضها اجتهد رأيى وكان سهل يقول لا تقطعوا أغراض الدين والدنيا إلا بمشورة العلماء وتجدوا العاقبة عند الله تعالى قيل يا أبا محمد من العلماء قال الذين يؤثرون الآخرة على الدنيا ويؤثرون اللَه عز وجل على نفوسهم وقد قال عمر رضى الله عنه في وصيته وشاور في أمورك الذين يخشون الله عز وجل اهـ.

قلت: ولفظ الحكيم ما فضل أبو بكر بكثرة صلاة ولا بكثرة صيام ولكن بسر وقر فى صدره وبكر بن عبد الله المزني ثقة سمع من ابن عباس وابن عمرو عنه سليمان التيمي ومبارك وخلف توفي سنة ١٨٠ وعزاه ابن القيم إلى أبي بكر بن عياش من قوله ولفظه ما سبقكم أبو بكر بكثرة صوم ولا صلاة ولكن بشيء وقر في قلبه قال وهذا موضح المثل المشهور

من لي بمثل سيرك المذلل * تمشي رويداً وتجيء في الأوّل

أورد ذلك في بحث أفضلية العلم فقال العلم يعرف بمقادير الأعمال ومراتبها وفاضلها من مفضولها وراجحها من مرجوحها فصاحبه لا يختار لنفسه إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>