أما حديث أبي هريرة فرواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي من رواية ابن شهاب عن ابن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال اقتتلت امرأتان من هذيل الحديث وفيه فقال حمل بن النابغة الهذلي يا رسول الله كيف أغرم من لا شرب ولا أكل ولا نطق ولا استهل فمثل ذلك يطل فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما هذا من إخوان الكهان من أجل سجعه الذي سجع لفظ مسلم ولم يسم البخاري الرجل فإنما قال فقال ولي المرأة ولم يقل من أجل سجعه الذي سجع.
قلت: وأخرجه مسلم أيضاً من رواية معمر عن الزهري وفيه فقال قائل كيف نفعل ولم يسم حمل بن مالك اهـ
ثم قال العراقي: ورواه الترمذي وابن ماجه من رواية محمد بن عمر وعن أبي سلمة عن أبي هريرة ففيه فقال الذي قضى عليه أنعطي من لا شرب ولا أكل ولا صاح فاستهل فمثل ذلك يطل فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - إن هذا ليقول بقول الشاعر وأما حديث ابن عباس فرواه أبو داود والنسائي من رواية أسباط عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت امرأتان جارتان كان بينهما صخب الحديث وفيه فقال أبو القاتلة إنه والله ما استهل ولا شرب ولا أكل فمثله يطل فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - أسجع الجاهلية وكهانتها أن في الصبي غره قال ابن عباس كانت أحداهما مليكة والأخرى أم عفيف لفظ النسائي ولم يقل أبو داود ولا أكل وقال فيه عن ابن عباس في قصة حمل فأدخله المزي في الأطراف من حديث حمل ولم يذكره في حديث ابن عباس وليس بجيد وأما حديث جابر فرواه أبو يعلي في مسنده من رواية مجالد بن سعيد قال حدثني الشعبي عن جابر أن امرأتين من هذيل قتلت أحداهما الأخرى الحديث وفيه فخاف عاقلة القاتلة أن يضمنهم قال فقالوا يا رسول الله لا شرب ولا أكل ولا صاح فاستهل فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسجع الجاهلية والحديث عند أبي داود وابن ماجه وليس فيه ذكر السجع المذكور أما حديث أسامة بن عمير وهو والد أبي المليح فرواه الطبراني بإسناد جيد من رواية أيوب قال سمعت أبا المليح عن أبيه وكان قد صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال كانت فينا امرأتان ضربت إحداهما الأخرى الحديث وفيه فقال رجل من أهل القاتلة كيف نعقل يا رسول الله من لا أكل