فإذاً ليس هو من قول إبراهيم وممن رواه مرفوعاً ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي ورواه ابن عدي والديلمي من حديث أبي هريرة وأخرجه البيهقي من حديث جابر بلفظ الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع وهو ضعيف أيضاً فيه علي بن حماد قال الدارقطني متروك وابن أبي رواد قال أبو حاتم أحاديث منكرة وقال ابن الجنيد لا يساوي فلساً وإبراهيم بن طهمان مختلف فيه وقال بعضهم المراد بالغناء هنا غنى المال وهو الذي يناسب إنبات النفاق فإن كثرة المال تطغي وتكسب أموراً ردية من عدم الفكرة في الآخرة ورد عليه الغافقي رداً شنيعاً من حيث إن الغنى من المال مقصور ولفظ الحافظ ابن حجر وزعم أن المراد بالغناء هنا غنى المال رد عليه بأن الرواية إنما هي بالمد وغنى المال مقصور اهـ وحاول صاحب الامتاع تصحيح معنى القصر فقال وهذا الذي قاله يعني الغافقي إنما يتجه إن كان العلماء كلهم رووه بالمد وإن كان كذلك لم يبق لرده قوة ثم لو سلم أنهم رووه بالمد فتحرير الأداة من المد والحركات لا يتحرر ولذلك لم يحتج أهل العربية بالرواية بالمعنى وخطؤا من احتج بها ممن تأخر لعدم الوثوق بتحرير اللفظ ولذلك وقع فيها لحن
قلت: ومما يؤيد رواية المد ما رواه الديلمي من طريق مسلمة بن علي حدثنا عمر مولى غفرة عن أنس رفعه الغناء واللهو ينبتان النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب والذي نفسي بيده إن القرآن والذكر لينبتان الإيمان في القلب كما ينبت الماء العشب قال السخاوي قال النووي لا يصح وعزا القرطبي قول ابن مسعود السابق إلى عمر بن عبد العزيز قال وقال الحكم بن عتيبة حب السماع ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب
قلت: ولكن عمر بن عبد العزيز صرح بأنه بلغه من الثقات من حملة العلم أن حضور المعازف واستماع المغاني واللهج بهما ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب هكذا أخرجه ابن أبي الدنيا من طريق جعفر الأموي قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى مؤدب ولده كتاباً فيه كذا وكذا فذكره فهذا ليس فيه أنه من قوله.