سكينته أي الطمأنينة لأبي بكر فهذه ليلته وأما يومه فلما توفي رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - ارتدت العرب) وهم ثمانية قبائل منهم (فقال بعضهم نصلي ولا نزكي فأتيته لا آلوه نصحاً) أي أقصرت نصيحته (فقلت يا خليفة رسول الله تألف الناس) أي خذهم بالألفة (وارفق بهم فقال أجبار في الجاهلية) أي شديد الأسر (خوّار في الإسلام) أي ضعيف فارغ (فيما ذا أتألفهم قبض رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - وارتفع الوحي) أي انقطع نزوله (فوالله لو منعوني عقالاً كانوا يعطونه رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - لقاتلتهم عليه) والعقال بالكسر قيل المراد به الحبل الذي تعقل به الناقة وإنما ضرب مثلاً لتقليل ما عساهم أن يمنعوه لأنهم كانوا يخرجون الإبل إلى الساعي ويعقلونها بالعقل حتى يأخذها كذلك وقيل المراد به نفس الصدقة فكأنه قال لو منعوني شيئاً من الصدقة ومنه يقال دفعت عقال عام (قال فقاتلنا عليه فكان والله رشيد الأمر فهذا يومه ثم كتب إلى أبي موسى) الأشعري (يلومه) فيما فعله
قال العراقي: رواه البيهقي هكذا بطوله في دلائل النبوة بإسناد ضعيف وقصة الهجرة رواها البخاري من حديث عائشة بغير هذا السياق واتفق عليها الشيخان من حديث أبي بكر بلفظ آخر ولهما من حديثه قال
قلت: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه فقال يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما وأما قتاله لأهل الردة ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة قال لما توفى رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - واستخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب قال عمر لأبي بكر كيف نقاتل الناس الحديث اهـ
قلت: وأما حديث سد الخرق بقدمه فأخرجه أبو نعيم في الحلية من حديث عطاء بن أبي ميمونة عن أنس قال لما كان ليلة الغار قال أبو بكر يا رسول دعني لأدخل قبلك فإن كان وجيئة أو شىء كانت بي قبلك قال ادخل فدخل أبو بكر فجعل يلتمس بيديه فكلما رأى حجراً قال بثوبه فشقه ثم ألقمه الحجر حتى فعل ذلك بثوبه أجمع قال فبقي حجر فوضع عقبه عليه ثم أدخل رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فلما أصبح قال له النبي - صلّى الله عليه وسلم - أين ثوبك يا أبا بكر فأخبره بالذي صنع فرفع النبي - صلّى الله عليه وسلم - يده فقال اللهم اجعل أبا بكر معي في درجتي يوم القيامة فأوحى الله إليه إن الله تعالى قد استجاب لك.