فسماه عبد الله واكتنى به ومات ثم ولد له عمرو فاكتنى به إلى أن مات قال وقد قيل أنه كان يكنى أبا ليلى (قال بأبي أنت وأمي نجعل السمن والعسل في البرمة) وهي بالضم قدر من فخار (ونضعها على النار حتى نغليه ثم نأخذ مخ الحنطة) أي لبابها (إذا طحنت فنقليه على السمن والعسل ثم نسوّطه) أي نحركه بالسوط (حتى ينضج) أي يستوي (فيأتي كما ترى فقال - صلّى الله عليه وسلم - إن هذا طعام طيب).
قال العراقي: المعروف إن الذي صنعه عثمان الخبيص رواه البيهقي في الشعب من حديث ليث بن أبي سليم قال أوّل من خبص الخبيص عثمان بن عفان قدمت عليه عير تحمل النقى والعسل الحديث وقال هذا منقطع وروى الطبراني والبيهقي في الشعب من حديث عبد الله بن سلام أقبل عثمان ومعه راحلة وعليها غرارتان وفيه فإذا دقيق وسمن وعسل وفيه ثم قال لأصحابه كلوا هذا الذي تسميه فارس الخبيص وأما خبر الفالوذج فرواه ابن ماجه بإسناد ضعيف من حديث ابن عباس قال أوّل ما سمعنا بالفالوذج أن جبريل أتى النبي - صلّى الله عليه وسلم - فقال إن أمتك تفتح عليهم الأرض ويفاض عليهم من الدنيا حتى إنهم ليأكلون الفالوذج قال النبي - صلّى الله عليه وسلم - وما الفالوذج قال يخلطون السمن والعسل جميعاً قال ابن الجوزي في الموضوعات هذا حديث باطل لا أصل له اهـ.
قلت: أخرجه ابن الجوزي من طريق ابن أبي الدنيا قال حدثني إبراهيم بن سعد الجوهري ثنا أبو اليمان عن إسماعيل بن عياش عن محمد بن طلحة عن عثمان بن يحيى عن ابن عباس فذكره وفي رواية أخرى بزيادة فشهق النبي - صلّى الله عليه وسلم - شهقة قال وهذا حديث باطل لا أصل له ومحمد بن طلحة قد ضعفه يحيى بن معين وعثمان بن يحيى الحضرمي قال الأزدي لا يكتب حديثه عن ابن عباس وقال النسائي إسماعيل بن عياش ضعيف قلت وهذا القدر الذي ذكره لا يوجب إن يكون الحديث باطلاً لا أصل له كيف وقد أخرجه ابن ماجه وغاية ما يقال أن إسماعيل بن عياش إذا روى عن غير الشاميين فلا يحتج بحديثه وفرق بين أن يقال ضعيف وأن يقال باطل