خليفة عن أبي خباب عن أبيه عن عبد الله بن عمر قال كان جذع نخلة في المسجد يسند رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - ظهره إليه إذا كان يوم الجمعة أو حدث أمر يريد أي يكلم الناس فقالوا ألا نجعل لك يا رسول الله شيئاً كقدر قيامك قال لا عليكم ألا تفعلوا فصنعوا له منبراً ثلاث مراق قال فجلس عليه قال فخار الجذع كما تخور البقرة جزعاً على رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فألتزمه ومسحه حتى سكن أبو خباب يحيى بن أبي حية الكوفي ضعفه القطان وأحمد وابن معين توفي سنة ١٥٦ وأبوه أسمع حية تابعي كوفي محله الصدق فيما قاله أبو حاتم الرازي وقد روى حديث حنين الجذع آخرون منهم سهل بن سعد وأبيّ بن كعب وأنس بن مالك وأبو سعيد الخدري وعائشة وأبو هريرة وابن عباس وبريرة وأم سلمة والطلب بن أبي وداعة رضي الله عنهم أما حديث سهل بن سعد فأخرجه محمد بن سعد في الطبقات قال أخبرنا أبو بكر بن أبي أويس المدني حدثني سليمان بن بلال عن سعد بن سعيد بن قيس عن عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه رضي الله عنه أن النبي - صلّى الله عليه وسلم - كان يقوم يوم الجمعة إذا خطب إلى خشبة ذات فرضتين قال أراها من دوم كانت في مصلاه وكان يتكئ إليها وساق الحديث في عمل المنبر ثم قال فقام عليه النبي - صلّى الله عليه وسلم - فحنت الخشبة فقال النبي - صلّى الله عليه وسلم - ألا تعجبون لحنين هذه الخشبة فأقبل الناس وفرقوا من حنينها حتى كثر بكاؤهم فنزل النبي - صلّى الله عليه وسلم - حتى أتاها فوضع يده عليها فسكنت فأمر النبي - صلّى الله عليه وسلم - بها فدفنت تحت منبره أو جعلت في السقف ورواه أبو إسماعيل الترمذي عن أبي بشر سليمان بن بلال حدثني أبو بكير عن ابن لهيعة عن عمارة بن غزية أنه سمع عباس بن سهل بن سعد الساعدي يحدث عن أبيه قال كان رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يخطب إذا خطب على خشبة ذات فرضتين كانت في المسجد فلما زاد الناس فذكر الحديث في عمل المنبر وفيه فما هو إلا أن قعد عليه رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فتكلم ففقدته الخشبة فخارت كما يخور الثور لها حنين قال فجعل العباس بن سهل يمد يديه كنحو ما رأى أباه يمد يديه يحكي حنين الخشبة حتى تفزع الناس وكثر البكاء مما رأوها فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - سبحان الله ألا ترون هذه الخشبة انزعوها واجعلوها تحت المنبر وأما حديث أبيّ بن كعب فأخرجه أبو القاسم البغوي عن عيسى بن سالم ثنا عبد الله بن عمرو عن