بلفظ إن الله تعالى يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر رواه البخاري في القدر وفي غزوة خيبر ورواه مسلم مطولاً وممن رواه الترمذي في العلل عن أنس مرفوعاً ثم ذكر أنه سأل عنه البخاري فقال حديث حسن حدثناه محمد بن المثنى اهـ فعَزْو المصنف الحديث للطبراني وحده لا يرتضيه المحدثون فضلاً عمن يدعى الاجتهاد اهـ وقد رد عليه شيخ مشايخ شيوخنا الحافظ شهاب الدين العجمي فقال هو غير متجه من وجوه أولاً فإنه لم يقل مما رواه إلاَّ الطبراني بصيغة الحصر ولم يلتزم في كل حديث أن يذكر جميع من رواه وثانياً أن ما نقله عن العراقي أنه متفق عليه إنما هو من حديث أبي هريرة فهو في الصحيحين لا من حديث عمرو بن النعمان وثالثاً أن المصنف نفسه قد نسبه في درر البحار للصحيحين من حديث أبي هريرة وللطبراني من حديث عمر والمذكور ومن حديث ابن مسعود فأفاد فيه أن الحديث رواه ثلاثة من الصحابة وبذلك تضمحل جميع هذه الخرافات والله أعلم بالنيات قال ثم رأيت في المشارق للصغاني هذا الحديث من رواية البخاري عن أبي هريرة والنعمان بن مقرن وقال شارحه ابن عبد الملك انفرد البخاري برواية هذا الحديث عن النعمان بن مقرن اهـ قلت حديث أبي هريرة اتفقا عليه فأخرجه البخاري في الجهاد وغزوة خيبر والقدر ومسلم في الإيمان وأما حديث النعمان بن مقرن فليحرر أين أخرجه البخاري فإنه ليس في الأطراف ولا في جمع عبد الحق ومختصره اهـ
قلت: أخرجه البخاري ومسلم من رواية الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة في أثناء حديث الرجل الذي قال فيه أنه من أهل النار فتلخص من مجموع ذلك أن هذا الحديث روى من طرق خمسة من الصحابة أبي هريرة وابن مسعود وأنس وعمرو بن النعمان وأبيه النعمان بن مقرن هكذا وقع عمرو بن النعمان والنعمان هو ابن مقرن وقيل النعمان بن عمرو بن مقرن كما وقع عند الطبراني هنا في الإسناد وسماه في الترجمة عمرو بن النعمان بن مقرن وهو وهم نبه عليه العراقي وقد ذكرنا الحافظ ابن حجر في ترجمة عمرو بن النعمان من الإصابة أن روايته عن النبى - صلى الله عليه وسلم - مرسلة قاله أبو حاتم الرازي وطريق ابن مسعود ظفرت به في الكامل لابن عدي رواه حميد بن الربيع عن