قال العراقي: وعكس ذلك أبو العرب في كتاب الضعفاء فروى عن يحيى ابن محمد بن يحيى بن سلام عن أبيه قال الحسن بن واصل بن دينار ودينار جده وهذا وهم ورواه الديلمي من طريق أبى نعيم من رواية عمر بن إبراهيم الكردي عن الحسن بن صالح عن النعمان بن نعيم ورواه القضاعي في مسند الشهاب من رواية عبد العزيز بن أبان عن الحسن بن دينار عن النعمان بن نعيم ثم قال ابن الجوزي وأما حديث أبي أمامة فأخرجه ابن عدى أيضاً من طريق عمر بن موسى الوجيهي عن القاسم عن أبي أمامة رفعه مثله وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن عدي أيضاً من طريق ابن علاثة عن الأوزاعي عن الزهرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً لا حسد ولا ملق إلاَّ في طلب العلم ليس شيء من هذه الأحاديث يصح أما الأول فمداره على الخصيب وقد كذبه شعبة والقطان وابن معين وقال ابن حبان يروي الموضوعات عن الثقات.
قلت: وأيضاً الحسن بن واصل ضعيف جداً منسوب إلى الكذب وأما الثاني فإن عمر بن موسى الوجيهي قال النسائي والدارقطني متروك وأما الثالث فإن ابن علاثة اسمه محمد بن عبد الله بن علاثة لا يحتج به قال ابن حبان يروي الموضوعات عن الثقات قال الحافظ السيوطي في كتابه اللآلي المصنوعة بعد نقله لما تقدم ابن علاثة روى له أبو داود والنسائي وابن ماجة ووثقة ابن معين وقال أبو سعيد ثقة أن شاء الله تعالى وقال أبو زرعة صالح وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به وقال الذهبي هذا الحديث لعل آفته من عمرو فإنه متروك قال وقد أورد لابن علاثه أحاديث حسنة وقال أرجو أنه لا بأس به وقال الأزدي حديثه يدل على كذبه قال الخطيب أفرط الأزدي وأحسبه وقعت إليه روايات عمرو بن الحسين عنه فكذبه لأجلها وإنما الآفة من ابن الحصين فأنه كذاب وأما ابن علاثة فقد وصفه يحيي بن معين بالثقة قال ولم أحفظ لأحد من الأئمة خلاف ما وصفه به يحيى اهـ وهذا الحديث أخرجه البيهقي في شعب الإيمان وقال هذا الإسناد ضعيف وكذا حديث معاذ وقال ضعيف قال وقد روي من أوجه كلها ضعيفة اهـ وورد هذا الحديث أيضاً عن ابن عمر.