آلاف سبى (فوقف عليه رجل من الناس فقال إن لي عندك موعداً يا رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فقال صدقت فاحتكم ما شئت) أي لك الحكم في طلب ما تريد (فقال احتكم ثمانين ضائنة) الضأ من الغنم فالذكر ضائن والأنثى ضائنة قال ابن الأنباري الضأن مؤنثة والجمع أضؤن كأفلس وجمع الكثرة ضئين ككريم (وراعيها) أي الخادم الذي يراعاها (فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - هي لك ولقد احتكمت يسيراً ولصاحبة موسى) عليه السلام وهي العجوز من عجز مصر (التي دلته على عظام يوسف) عليه السلام أي جسده الشريف وكان في صندوق من رخام في قعر النيل تتلاطم عليه الأمواج (كانت أحزم منك) أي أكثر حزماً (وأجزل حكماً حين حكمها موسى) عليه السلام فإنه لما سأل عن يوسف عليه السلام لم يجد عند أحد علماً لتقادم العصر ومرور الأزمنة وأجمع رأيهم على عجوز كانت من بقايا القبط وقد أتت عليها سنون فطلبها موسى عليه السلام وسألها فقالت عندي علم من ذلك فقال أخبرينا ولك ما تريدين (فقالت حكمي أن تردني شابة) كأحسن ما كنت عليه من الشباب (وأدخل معك الجنة) فأخبرته عن محله فدعا الله تعالى بأن يردها شابة فارتدت في الحال شابة ورجع إليه حسنها وجمالها ودعا الله تعالى أن يجعلها معه في الجنة فاستجيب له ودلته على محله في قعر النيل فأتى إليه وأشار بعصاه فانفرق البحر وظهر الصندوق فحمله موسى عليه السلام إلى بيت المقدس فدفنه عند آبائه الكرام عليهم السلام (قيل فكان الناس يضعفون ما احتكم به حتى جعل مثلاً يقولونه) هو (أشج من صاحب الثمانين والراعي) يعنون به ذلك الرجل الدنيء الهمة.
قال العراقي: رواه ابن حبان والحاكم في المستدرك من حديث أبي موسى مع اختلاف قال الحاكم صحيح الإسناد قلت فيه نظر.
قال ابن السبكي:(٦/ ٣٣٩) لم أجد فيه أنه بحنين، ولا أنه تمنى ثمانين ضائنة وراعيها وأصل الحديث عند ابن حبان، والحاكم.