من الناس يشنؤهم الله) أي يبغضهم (التاجر) الحلاف (أو) قال (البياع الحلاف) أي كثير الحلف على سلعته وفيه إشعار بأن القليل الصدق ليس محلاً للذم (والفقير المختال) أي المتكبر (والبخيل المنان) بعطيته.
قال العراقي: رواه أحمد واللفظ له وفيه ابن الأقمس ولا يعرف حاله ورواه هو والنسائي بلفظ آخر بإسناد جيد ورواه النسائي من حديث أبي هريرة أربعة يبغضهم الله البياع الحلاف الحديث وإسناده جيد اهـ.
قلت: لفظ أحمد في مسنده ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يشنؤهم الله الرجل يلقى العدوّ في فئة فينصب لهم نحره حتى يقتل أو يفتح لأصحابه والقوم يسافرون فيطول سراهم حتى يحبوا أن يمسوا الأرض فينزلون عن دوابهم فينتحي أحدهم فيصلي حتى يوقظهم لرحيلهم والرجل يكون له الجار يؤذيه فيصبر على أذاه حتى يفرق بينهما بموت أو ظعن والذين يشنؤهم الله التاجر الحلاف والفقير المختال والبخيل المنان وأما حديث النسائي الذي أشار إليه العراقي فلفظه في باب الزكاة من سننه من حديث أبي ذر ثلاثة يحبهم الله تعالى وثلاثة يبغضهم الله فأما الذين يحبهم الله فرجل أتى قوماً فسألهم بالله ولم يسألهم بقرابة بينه وبينهم فمنعوه فتخلف رجل بأعقابهم فأعطاه سراً لا يعلم بعطيته إلا الله والذي أعطاه وقوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به فوضعوا رؤسهم فقام أحدهم يتملقني ويتلو آياتي ورجل كان في سرية فلقي العدوّ فهزموا فأقبل بصدره حتى يقتل أو يفتح له والثلاثة الذين يبغضهم الله الشيخ الزاني والفقير المختال والغني الظلوم ورواه كذلك الترمذي في صفة الجنة وابن حبان والحاكم في الزكاة والجهاد وقال الترمذي حديث صحيح وقال الحاكم على شرطهما وأقره الذهبي في التلخيص ورواه ابن عساكر في التاريخ من حديث مطرف بن عبد الله بن الشخير قال بلغني عن أبي ذر حديث فكنت أحب أن ألقاه فلقيته فسألته عنه لذكره وأما حديث أبي هريرة عند النسائي الذي أشار إليه العراقي فلفظه أربعة يبغضهم الله