للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أبي سعيد الخدري فساقه وفيه فإن فيهم رحمتي بدل فإني جعلت وفيه فإنهم ينتظرون سخطي بدل فإني جعلت فيهم سخطي ومدار هذا الحديث علي داود بن أبي هند وقد رواه عنه جماعة منهم محمد بن مروان السدي ومن طريقه أخرجه الطبراني في الأوسط وابن حبان في الضعفاء ومنهم عبد الرحمن السدي ومن طريقه أخرجه العقيلي في الضعفاء والخرائطي في مكارم الأخلاق كما سقناه وفي الميزان عبد الرحمن السدي عن داود بن أبي هند لا يتابع وأتى بخبر باطل ثم ساق هذا ولفظ العقيلي في الضعفاء عبد الرحمن السدي مجهول لا يتابع ولا يعرف حديثه من وجه يصح ومنهم عبد الملك بن الخطاب وعبد الغفار بن الحسن بن دينار وأما حديث علي فسياقه عند الحاكم اطلبوا المعروف من رحماء أمتي تعيشوا في أكنافهم ولا تطلبوه من القاسية قلوبهم فإن اللعنة تنزل عليهم يا علي إن الله خلق المعروف وخلق له أهلاً فحببه إليهم وحبب إليهم مقاله ووجه إليهم طلابه كما وجه الماء في الأرض الجدبة لتحيا به ويحيا به أهلها إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وهذا هو الذي صحح الحاكم إسناده وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال الذهبي فيما تعقب به على الحاكم بأن فيه الأصبغ بن نباتة واه جداً وحبان بن علي ضعفوه اهـ.

ولا يخفى أن هذا القدر لا يجعل الحديث موضوعاً وإنما هو ضعيف وشتان بين الضعيف والموضوع ولأبي سعيد الخدري حديث آخر لفظه اطلبوا الحوائج إلى ذوي الرحمة من أمتي ترزقوا وتنجحوا فإن الله تعالى يقول رحمتي في ذوي الرحمة من عبادي ولا تطلبوا الحوائج عند القاسية قلوبهم لا ترزقوا ولا تنجحوا فإن الله يقول إن سخطي فيهم هكذا رواه الحاكم في التاريخ والعقيلي في الضعفاء وضعفه والطبراني في الأوسط وأظن إن هذا السياق هو الذي تقدمت الإشارة إليه في كلام الحافظ العراقي وأورده ابن الجوزي في الموضوعات ومعنى هذه الأخبار هو أنكم إذا احتجتم إلى فضل غيركم من مال أو جاه أو معونة فاطلبوه عند رحماء هذه الأمة وهم أهل الدين والشرف وطهارة العنصر فإن من توفر حظه من ذلك عظمت شفقته فرحم السائل وبذل ما عنده طلباً للثواب من غير منّ ولا أذى ولا مطل بل في ستر وعفاف

<<  <  ج: ص:  >  >>