الموت فأنسيناها) وفي نسخة فأنسيتها (يوم حنين حتى نودي يا أصحاب الشجرة فرجعوا).
قال العراقي؛ رواه مسلم مختصراً دون ذكر يوم حنين فرواه مسلم من حديث العباس اهـ.
قلت: ولفظ مسلم من حديث جابر قال كنا يوم الحديبية ألفاً وأربعمائة فبايعناه وعمر آخذ بيده تحت الشجرة وهي سميرة وقال بايعناه على أن لا نفر ولم نبايعه على الموت ورواه كذلك ابن جرير وابن مردويه وروى عبد بن حميد ومسلم وابن مردويه من حديث معقل بن يسار قال لقد رأيتني يوم الشجرة والنبي - صلّى الله عليه وسلم - يبايع الناس وأنا رافع غصناً من أغصانها عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - ونحن أربع عشرة مائة ولم نبايعه على الموت ولكن بايعناه على أن لا نفر وروى عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة فبايعوه على أن لا يفروا ولم يبايعوه على الموت وأما حديث العباس في قصة حنين فعند مسلم من طريق كثير بن عبد المطلب عن أبيه وفيه فطفق النبي - صلّى الله عليه وسلم - يركض بغلته نحو الكفار وأنا آخذ بلجامها وأبو سفيان بن الحارث آخذ بركابه فقال يا عباس ناد يا أصحاب الشجرة الحديث وأخرجه الدولابي من حديث أبي سفيان بن الحارث بسند منقطع وقصة حنين قد تقدم الكلام عليها في المعجزات وحاصله أنه لما انكشفت خيل بني سليم مولية وتبعهم أهل مكة والناس ولم يثبت معه إلا عمه العباس وأبو سفيان بن الحارث وأبو بكر وأسامة في أناس من أهل بيته وأصحابه قال العباس وأنا آخذ بلجام بغلته أكفها مخافة أن تصل إلى العدو وأبو سفيان آخذ بركابه وجعل - صلّى الله عليه وسلم - يأمر العباس بمناداة الأنصار وأصحاب الشجرة فناداهم وكان صيتاً فلما سمعوه أقبلوا كأنهم الإبل حنت على أولادها يقولون يا لبيك يا لبيك فتراجعوا حتى إن من لم يطاوعه بعيره نزل عنه ورجع ماشياً فأمرهم رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - أن يصدقوا الحملة فاقتتلوا مع الكفار فنصرهم الله.
قال ابن السبكي:(٦/ ٣٥١) لم أجد من قوله: (فأنسيناها).