(فجاء حزيناً كئيبا فقالت امرأته) ما شأنك مات أمير المؤمنين قال أعظم من ذلك قالت (أحدث) في الإسلام (أمر قال أشد من ذلك) قالت فما هو قال أتتني الدنيا قد كنت مع رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فلم تفتح الدنيا عليَّ وخلفت في أيام أبي بكر فلم تفتح عليَّ وخلفت في أيام عمر إلا وأشد أيامي أيام عمر (ثم) حدثها فقالت نفسي فداؤك فاصنع بها ما بدا لك (قال) أتساعديني على ما أريد قالت نعم قال (أرني درعك الخلق فشقه وجعله صرراً وفرقه) على جيش من المسلمين خرجوا يريدون الغزو ولم يترك لأهله منها ديناراً فقالت له امرأته لو حبست منها ما تستعين به فقال لها إني سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يقول وإن امرأة من أهل الجنة أشرفت إلى الأرض الحديث وفيه والله ما كنت لأختارك عليهن فسكتت ورواه مالك بن دينار عن شهر بن حوشب قال فيه (ثم قام يصلي ويبكي إلى الغداة ثم قال سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يقول يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام حتى إن الرجل من الأغنياء يدخل في غمارهم فيؤخذ بيده ويخرج).
قال العراقي: روى أحمد القصة الموقوفة دون المرفوع فرواه الطبراني دون القصة إلا أنه قال بسبعين عاماً وفي إسناده يزيد بن أبي زياد تكلم فيه وفي رواية له بأربعين سنة وأما دخولهم قبلهم بخمسمائة عام فهو عند الترمذي من حديث أبي هريرة وصححه وتقدم قريباً اهـ.
قلت: لفظ الطبراني حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل حدثنا مسعود بن سعد حدثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن سابط الجمحي قال دعا عمر بن الخطاب رجلاً من بني جمح يقال له سعيد بن عامر بن خديم فقال له إني مستعملك على أرض كذا وكذا فساق الحديث وفيه وما أنا بمختلف عن العنق الأول بعد أن سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يقول يجمع الله الناس للحساب فيجيء فقراء المؤمنين يزفون كما تزف الحمام فيقال لهم قفوا عند الحساب فيقولون ما عندنا حساب ولا أتيتمونا شيئاً فيقول ربهم صدق عبادي فيفتح لهم باب الجنة فيدخلونها قبل الناس بسبعين عاماً