ففي سياق المصنف سقط ظاهر يبينه سياق القوت ولذلك قال العراقي لم أقف له على أصل أي لا أصل لهذه القصة في نزول قوله تعالى ولو أنا كتبنا عليهم الآية وسياق صاحب القوت صحيح فروى ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال كان ناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولوق لوددنا أن الله دلنا على أحب الأعمال فنعمل به فأخبر الله نبيه أن أحب الأعمال إيمان بالله لا شك فيه وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولم يقروا به فلما نزل الجهاد كره ذلك ناس من المؤمنين وشق عليهم أمره فأنزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون وروى ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن عبد الرحمن بن سابط قال كان عبد الله بن رواحة مع نفر من أصحابه يذكرون الله تعالى فهشوا للذكر واشتاقوا فقالوا لو نعلم الذي هو أحب إليك فعلناه فأنزل الله تعالى هذه الآية إلى قوله مرصوص فلما كان يوم مؤتة وكان ابن رواحة أحد الأمراء نادى في القوم يا أهل المجلس الذي وعدتم ربكم قولكم لو نعلم الذي هو أحب إليك فعلنا ثم تقدم فقاتل حتى قتل وروى عبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية عند قولهم والله لو نعلم أحب الأعمال لفعلناه فدلهم على أحب الأعمال إليه وروى ابن مردويه عن أبي هريرة قالوا لو كنا نعلم أحب الأعمال إلى الله فنزلت هذه الآية وروى ابن المنذر وابن عساكر عن مجاهد قال نزلت في نفر من الأنصار منهم عبد الله بن رواحة قالوا في مجلس لهم لو نعلم أي عمل أحب إلى الله لعملناه حتى نموت فقال ابن رواحة لا أبرح حبيساً حتى أموت فقتل شهيداً ورواه مالك في تفسيره عن زيد بن أسلم نحوه وروى ابن أبي حاتم عن مقاتل قال قال المؤمنون لو نعلم أحب الأعمال إلى الله لعملنا به فدلهم على أحب الأعمال فقال إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً فبين لهم فابتلوا يوم أحد بذلك فولوا عن النبي - صلّى الله عليه وسلم - مدبرين فأنزل الله تعالى في ذلك يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون.