حجرها وذهبها) ثم ذكر المشاهدة بعد الزهد فكانت عدته فكما أن الشهادة بعد الزهادة كذلك حقيقة الإيمان بعد الزهد وهو إيمان الموقنين وهذا تحقيق التصديق ثم قال (وكأني بالجنة والنار وكأني بعرش ربي بارزاً) أي ظاهراً (فقال - صلّى الله عليه وسلم - عرفت فالزم عبد نور الله قلبه بالإيمان فانظر كيف بدأ إظهار حقيقة الإيمان بعزوف النفس عن الدنيا وقرنه باليقين وكيف زكاه رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - إذا قال عبد نور الله قلبه بالإيمان).
قال العراقي: رواه البزار من حديث أنس والطبراني من حديث الحارث بن مالك وكلا الحديثين ضعيف انتهى.
قلت: قال الحافظ في الإصابة في ترجمة الحارث بن مالك الأنصاري روى حديثه ابن المبارك في الزهد عن معمر عن صالح بن مسمار إن النبي - صلّى الله عليه وسلم - قال يا حارث بن مالك كيف أصبحت قال أصبحت مؤمناً حقاً قال إن لكل قول حقيقة فما حقيقة إيمانك قال عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمات نهاري وكأني أنظر إلى عرش ربي وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها وكأني أسمع عواء أهل النار فقال مؤمن نور الله قلبه وهو معضل وكذا أخرجه عبد الرزاق عن معمر بن صالح عن مسمار وجعفر بن برقان أن النبي - صلّى الله عليه وسلم - قال للحارث وأخرجه في التفسير عن الثوري عن عمرو بن قيس الملائي عن زيد السلمي قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - للحارث كيف أصبحت يا حارث قال من المؤمنين قال أعلم ما تقول فذكر نحوه وزاد في آخره فقال يا رسول الله ادع لي بالشهادة فدعا له فأغير على سرح المدينة فخرج فقاتل فقتل وجاء موصولاً من طريق أخرى أخرجه الطبراني من طريق سعيد بن أبي هلال عن محمد بن أبي الجهم وابن منده من طريق سليمان بن سعيد عن الربيع بن لوط كلاهما عن الحارث بن مالك الأنصاري أنه جاء إلى النبي - صلّى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله أنا من المؤمنين حقاً فقال انظر ما تقول الحديث وفي آخره من سره أن ينظر إلى من نور الله قلبه فلينظر إلى الحارث بن مالك قال ابن منده رواه زيد بن أبي أنيسة