رسول الله قال هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون ثم ذكر قول عكاشة وقوله - صلّى الله عليه وسلم - أنت منهم إلى آخره ورواه كذلك أحمد وأما لفظ حديث ابن مسعود عرضت على الأنبياء بأممها فجعل النبي يمر ومعه الثلاثة والنبي ومعه العصابة والنبي ومعه النفر والنبي وليس معه أحد حتى عرض علي موسى معه كبكة من بني إسرائيل فأعجبوني فقلت من هؤلاء فقيل هذا أخوك موسى ومعه بنو إسرائيل قلت فأين أمتي قيل انظر عن يمينك فنظرت فإذا الظراب قد سد بوجوه الرجال ثم قيل لي انظر عن يسارك فنظرت فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال فقيل لي أرضيت فقلت رضيت يا رب رضيت يا رب فقيل إن مع هؤلاء سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب فدى لكم أبي وأمي إن استطعتم أن تكونوا من السبعين الفاً فافعلوا فإن قصرتم فكونوا من أهل الظراب فإن قصرتم فكونوا من أهل الأفق فإني قد رأيت أناساً يتهارشون كثيراً إني أرجو أن يكون من يتبعني ربع أهل الجنة إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة فقام عكاشة فقال ادع الله لي يا رسول الله أن يجعلني من السبعين ألفاً فدعا له فقام آخر فقال ادع الله لي أن يجعلني منهم فقال قد سبقك بها عكاشة فقيل من هؤلاء السبعون الفاً فقال هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون رواه هكذا عبد الرزاق وأحمد والطبراني والحاكم وعند الطبراني وعمر بن شبة من طريق نافع مولى بنت شجاع عن أم قيس ابنة محصن قالت أخذ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - بيدي حتى أتينا البقيع فقال يا أم قيس يبعث من هذه المقبرة سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب فقام رجل فقال أنا منهم قال نعم فقام آخر فقال أنا منهم فقال سبقك بها عكاشة وأم قيس هذه أخت عكاشة صحابية طال عمرها وللطبراني في الكبير مختصراً يا أم قيس أترين هذه المقبرة يبعث الله منها سبعين ألفاً يوم القيامة على صورة القمر ليلة البدر يدخلون الجنة بغير حساب يعني البقيع وقد روى الديلمي حديث ابن مسعود مختصراً يبعث الله من هذه البقعة ومن هذا الحرم سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب يشفع كل واحد منهم في سبعين ألفاً وجوههم كالقمر ليلة البدر.