من عرض الدنيا فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - لا أجر له الحديث وللنسائي من حديث أبي أمامة بإسناد حسن أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر ماله فقال لا شيء له فأعادها ثلاث مرات يقول له لا شيء له ثم قال إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتغي به وجهه وللترمذي وقال غريب وابن حبان من حديث أبي هريرة الرجل يعمل العمل فيسره فإذا اطلع عليه أعجبه قال له أجران أجر السر وأجر العلانية وقد تقدم في ذم الجاه والرياء أهـ.
قلت: حديث أبي هريرة رواه أبو داود فقال حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع عن ابن المبارك عن ابن أبي ذئب عن القاسم عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن ابن مكرز رجل من أهل الشام عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله رجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عرضاً من عرض الدنيا فقال النبي - صلّى الله عليه وسلم - لا أجر له فأعظم الناس ذلك وقالوا للرجل عد لرسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فلعلك لم تفهمه فقال يا رسول الله رجل يريد الجهاد في سيل الله وهو يبتغي عرضاً من أعراض الدنيا فقال لا أجر له فقالوا للرجل عد لرسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فقال له الثالثة فقال لا أجر له وإسناده حسن وأخرجه الحاكم وصححه وأما حديث أبي أمامة فقال النسائي حدثني عيسى بن هلال الحمصي حدثنا محمد بن حميد حدثنا معاوية بن سلام عن عكرمة بن عمار عن شداد أبي عمار عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي - صلّى الله عليه وسلم - فقال أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر ماله فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - لا شيء له فأعاده ثلاث مرات ويقول رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - لا شيء له ثم قال أن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتغي به وجهه وإسناده صحيح وقد أخرجه الحاكم وصححه أيضاً فهذان الخبران يبينان صحة ما ذهب إليه المحاسبي واختاره ابن عبد السلام وهما صريحان في المدعى وأما ما يعارض ذلك فحديث أبي هريرة الذي تقدم في ذم الجاه والرياء وأشار إليه العراقي وكذا حديث عبادة بن الصامت من غزا في سبيل الله ولم ينو إلا عقالاً فله ما نواه رواه النسائي.