سجنت نفسك قبل أن تسجن وعذبت نفسك قبل أن تعذب فاليوم ترى ثواب من كنت تعمل له) رواه أبو نعيم في الحلية فقال حدثنا أبي حدثنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال سمعت أبا جعفر الكندي في جنازة بشر بن الحارث يقول دخل ابن السماك على داود الطائي حين مات فذكره وقال أيضاً حدثنا إبراهيم بن عبد الله حدثنا محمد بن إسحاق حدثني أبو بكر بن خلف حدثنا إسحاق بن منصور ببغداد سنة خمس ومائتين قال لما مات داود الطائي شيع الناس جنازته فلما دفن قام ابن السماك فقال يا داود كنت تسهر ليلك إذا الناس نائمون فقال القوم جميعاً صدقت وكنت تربح إذا الناس يخسرون وكنت تسلم إذا الناس يخوضون فقال الناس جميعاً صدقت حتى عدد فضائله كلها فلما فرغ قام أبو بكر النهشلي فحمد الله ثم قال يا رب إن الناس قالوا ما عندهم مبلغ ما عملوا اللهم فاغفر له برحمتك ولا تكله إلى عمله حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس حدثنا محمد بن يحيى الواسطي حدثنا محمد بن بشير حدثنا حفص بن عمر الجعفي قال اشتكى داود الطائي أياماً وكان سبب علته أنه مر بآية فيها ذكر النار فكررها مراراً في ليلته فأصبح مريضاً فوجدوه قد مات ورأسه على لبنة ففتحوا باب الدار ودخل ناس من إخوانه وجيرانه معهم ابن السماك فلما نظر إلى رأسه قال يا داود فضحت القراء فلما حملوه إلى قبره خرج في جنازته خلق كثير حتى خرج ذوات الخدور فقال ابن السماك يا داود سجنت نفسك قبل أن تسجن وحاسبت نفسك قبل أن تحاسب فاليوم ترى ثواب ما كنت ترجو وله كنت تنصف وتعمل فقال أبو بكر بن عياش وهو على شفير القبر اللهم لا تكل داود إلى عمله قال فأعجب الناس ما قال أبو بكر حدثنا أبو محمد بن حيان حدثنا أحمد بن راشد حدثنا محمد بن حسان الأزرق حدثنا ابن مهدي قال بلغني أن داود الطائي يوم مات وهو في بيت على التراب وتحت رأسه لبنة فبكيت لما رأيت من حاله ثم ذكرت ما أعد الله تعالى لأوليائه فقلت داود سجنت نفسك قبل أن تسجن وعذبت نفسك قبل أن تعذب