لأريحه من هموم الدنيا وغمومها فينطلق إليه ملك الموت ومعه خمسمائة من الملائكة معهم أكفان وحنوط من حنوط الجنة ومعهم ضبائر الريحان أصل الريحانة واحد وفي رأسها عشرون لوناً لكل لون منها ريح سوى ريح صاحبه ومعهم الحرير الأبيض فيه المسك الأذفر فيجلس ملك الموت عند رأسه وتحتوشه الملائكة ويضع كل ملك منهم يده على عضو من أعضائه ويبسط ذلك الحرير الأبيض والمسك الأذفر تحت ذقنه ويفتح له باب إلى الجنة قال فإن نفسه عند ذلك لتعلل بطرف الجنة مرة بأزواجها ومرة بكسوتها ومرة بثمارها كما يعلل الصبي أهله إذا بكى وإن أزواجه يبتهشن عند ذلك ابتهاشاً قال وتنزو الروح نزواً ويقول ملك الموت أخرجي أيتها الروح الطيبة إلى سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب قال ولملك الموت أشد تلطفاً به من الوالدة بولدها يعرف أن ذلك الروح حبيب إلى ربه كريم على الله فهو يلتمس بلطفه بتلك الروح رضا الله عنه فيسل روحه كما تسل الشعرة من العجين قال وإن روحه لتخرج والملائكة حوله يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون وذلك قوله الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم قال فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم قال روح من جهد الموت وريحان يتلقى به عند خروج نفسه وجنة نعيم أمامه أو قال مقابله فإذا قبض ملك الموت روحه يقول الروح للجسد جزاك الله بي خيراً لقد كنت بي سريعاً إلى طاعة الله بطيئاً عن معصية الله فهنيئاً لك اليوم فقد نجوت وأنجيت ويقول الجسد للروح مثل ذلك قال وتبكي عليه بقاع الأرض التي كان يطيع الله عليها وكل باب من السماء كان يصعد منه عمله وينزل منه رزقه أربعين ليلة فإذا قبضت الملائكة روحه أقامت الخمسمائة ملك عند جسده لا تقلبه بنو آدم بشق إلا قلبته الملائكة قبلهم وعلته بأكفان قبل أكفانهم وحنوط قبل حنوطهم ويقوم من باب بيته إلى باب قبره صفان من الملائكة يستقبلونه بالاستغفار ويصيح إبليس عند ذلك صيحة يتصدع منها بعض عظام جسده ويقول بجنوده الويل لكم كيف خلص هذا العبد منكم فيقولون إن هذا كان معصوماً فإذا صعد ملك