فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - امض لما أمرت به وروى البيهقي في دلائل النبوّة من حديث جعفر بن محمد عن أبيه قال لما بقي من أجل رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - ثلاث نزل عليه جبريل عليه السلام فقال يا محمد إن الله قد أرسلني إليك إكراماً لك وتفضيلاً لك وخاصة لك يسألك عما هو أعلم به منك يقول كيف تجدك فقال أجدني يا جبريل مغموماً وأجدني يا جبريل مكروباً ثم أتاه في اليوم الثاني فقال له مثل ذلك ثم أتاه في اليوم الثالث فقال له مثل ذلك ثم استأذن فيه ملك الموت ثم قال جبريل يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك ولم يستأذن على آدمي قبلك ولا يستأذن على آدمي بعدك قال إئذن له فدخل ملك الموت فوقف بين يديه فقال يا رسول الله إن الله عز وجل أرسلني إليك وأمرني أن أطيعك إذا حضرت إليك فإن أمرتني أن أقبض روحك قبضتها وإن أمرتني أن أتركها تركتها فقال جبريل يا محمد إن الله تعالى قد اشتاق إلى لقائك قال - صلّى الله عليه وسلم - فامض يا ملك الموت لما أمرت به فقال جبريل يا رسول الله هذا آخر موطئ من الأرض إنما كنت حاجتي من الدنيا فقبض روحه هكذا ساقه صاحب المواهب وفي سياقه نقص فالذي في نسخ الدلائل فلما كان اليوم الثالث هبط جبريل ومعه ملك الموت ومعهما ملك آخر يسكن الهواء لم يصعد السماء قط ولم يهبط إلى الأرض قط يقال له إسماعيل موكل على سبعين ألف ملك كل ملك على سبعين ألف ملك والباقي سواء وقد ساقه الشامي في سيرته على التمام وروى الطبراني أيضاً من حديث ابن عباس قال جاء ملك الموت إلى النبي - صلّى الله عليه وسلم - في مرضه ورأسه في حجر علي رضي الله عنه فاستأذن فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال له علي رضي الله عنه ارجع فإنا مشاغيل عنك فقال - صلّى الله عليه وسلم - هذا ملك الموت أدخل راشداً فلما دخل قال إن ربك يقرئك السلام قال فبلغني أن ملك الموت لم يسلم على أهل بيت قبله ولا يسلم بعده وروى الحاكم وابن سعد من طرق أنه - صلّى الله عليه وسلم - مات ورأسه في حجر علي قال الحافظ في الفتح وهو غير معارض الحديث عائشة في الصحيح مات - صلّى الله عليه وسلم - بين سحري ونحري لأن كل طريق من تلك الطرق لا يخلو عن شيء فلا يلتفت لذلك وروى البخاري من