الزهري قال قلت لسعيد بن المسيب هل أنت مخبري كيف قتل عثمان قال قتل مظلوماً ومن خذله كان معذوراً ولما ولى كره ولايته جماعة لأنه كان يحب قومه ويوليهم فيجيء منهم مما تنكره الصحابة فلا يعزلهم فلما كان في الست حجج الأواخر استأثر ببني عمه فولاهم وما أشرك معهم فولى ابن أبي سرح مصر فجاء أهل مصر يشكونه ويتظلمون منه وقد كان من قبل هنات من عثمان إلى ابن مسعود وأبي ذر وعمار فكانت بنو هذيل وبنو زهرة في قلوبهم ما فيها بحال ابن مسعود وكانت بنو غفار وأحلافها ومن غضب لأبي ذر في قلوبهم ما فيها وكانت بنو مخزوم قد حنقت عليه بحال عمار وجاء المصريون يشكون من عبد الله فكتب إليه كتاباً يتهدده فيه فأبى أن يقبل ما ناهاه وضرب بعض من أتاه فقتله فخرج من مصر سبعمائة فنزلوا المدينة وشكوا صنيع ابن أبي سرح بهم فقام طلحة فكلم عثمان بكلام شديد وأرسلت عائشة إليه تقول أنصفهم من عاملك ودخل عليه علي وكان متكلم القوم فقال إنما يسألونك رجلاً بدل رجل وقد ادعوا قبله دماً فاقض بينهم وأنصف فقال لهم اختاروا رجلاً أوليه فأشار الناس عليه بمحمد بن أبي بكر فولاه وكتب عهده وخرج معهم عدد من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بين أهل مصر وابن أبي سرح فلما كانوا على مسيرة ثلاث من المدينة إذا هم بعبد أسود على بعير يخبط البعير خبطاً كأنه رجل يطلب فسألوه فقال وجهني أمير المؤمنين إلى عامل مصر فقيل له هذا محمد عامل مصر قال ليس هذا أريد فجيء به إلى محمد فقال مرة أنا غلام عثمان ومرة قال أنا غلام مروان حتى عرفه رجل أنه لعثمان فقال له محمد إلى من أرسلت قال إلى عامل مصر برسالة قال معك كتاب قال لا ففتشوه فلم يجدوا معه كتاباً وكانت معه إداوة قد يبست فيها شيء يتقلقل فشقوها فإذا فيها كتاب من عثمان فجمع محمد الصحابة وفكه فإذا فيه إذا أتاك فلان وفلان ومحمد فاحتل قتلهم وأبطل كتابه وقر على عملك واحبس من يجيء إلي متظلماً ففزعوا وأزمعوا فرجعوا إلى المدينة وختم محمد الكتاب بخواتيم جماعة ودفعه إلى رجل منهم وقدموا المدينة فجمعوا طلحة والزبير وعلياً وسعداً والصحابة ثم فضوا الكتاب