دخلوا فوجدوه مغمض العينين مسجى موجهاً ورواه ابن الجوزي في كتاب الثبات فقال أخبرنا محمد بن الحسين الحاجي أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي أنبأنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن جامع أنبأنا محمد بن سعيد الحراني حدثنا هلال بن العلاء حدثني أبي حدثنا عبد الرحمن بن عون الرقي عن عبيدة بن حسان قال لما احتضر عمر بن عبد العزيز قال اخرجوا عني فلا يبقى عندي أحد فخرجوا فقعدوا على الباب فسمعوه يقول مرحباً بهذه الوجوه ليست بوجوه إنس ولا جان ثم قال تلك الدار الآخرة الآية ثم هدأ الصوت فقال مسلمة لفاطمة قد قبض صاحبك فوجدوه قد قبض وغمض وسوي وقال حدثنا الميموني حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث حدثني فضالة بن أبي سعيد قال سمعت عمر بن عبد العزيز على المنبر يقول يا أهل الشام إنه قد بلغني عنكم أحاديث وما أنا بالراجي لخيركم ولا بالآمن لشركم ولقد مللتموني ومللتكم فأراحكم الله مني وأراحني منكم ثم نزل عن المنبر فما علاه حتى مات.
قال وحدثني الميموني حدثنا الواقدي حدثني محمد بن سلمة عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد القاري إن عمر بن عبد العزيز أوصى بشعر من شعر رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - وأظفار من أظفاره أن يجعل في كفنه ففعلوا.
وقال الميموني: حدثني عبد الله بن كريم عن أبي المليح قال أراد أهله أن يأخذوا ماءه ليروه الياذدق الطبيب فأبى عليهم حتى أخذوه في طست ثم جعل في زجاجة فأتوا به الياذدق وهو لا يعرفه وقد غدا الناس عليه بمياه مرضاهم فجعل يصف لكل إنسان ما يعالج به فلما نظر إلى ماء عمر قال سبحان الله ياغلام إن في هذا الماء لعجباً هذا ماء رجل نقب الحزن عن كبده.
قال محمد بن محمد: وحدثنا محمد بن جبلة حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يحيى بن سعيد قال كان من دعاء عمر بن عبد العزيز رب رضني يقضائك وبارك لي في قدرك حتى لا أحب لما عجلت تأخيراً ولا لما أخرت تعجيلاً حتى مات وإنه ليقول لقد أصبحت ومالي في الأمور