المؤمنين صالحاً فقلت يا أمير المؤمنين قد بشرني الطبيب بصلاحك فقال كيف يكون صالحاً من هذا حاله ورفع يده اليمنى بيده اليسرى فتناثر لحمها على النطع قال وجعل يقول اللهم إني أبرأ إليك مما صنع يحيى بن محمد بأهل الموصل ومما صنع عبد الله بن علي بنهر أبي نطرس ومما صنع داود بن علي بكداء والطائف.
وقال محمود بن محمد بن الفضل: حدثنا محمد بن موسى بن داود العمي حدثني علي بن محمد بن سليمان النوفلي حدثني أبي قال شهدت موت أبي جعفر المنصور فدخلت عليه أنا ومحمد بن عون بن عبيد الله بن الحارث بن نوفل فوجدناه قلقاً وقال إذا كان غداً نقلني الفراشون نحو الطائف فما أحب أن أقيم عليلاً في الحرم كأنه استوبأها ورجا إن نقلته تكسبه عافية ثم غدونا عليه فإنا لوقوف على بابه إذ خرج أبو العنبر الخادم وجيبه مشقوق وعلى رأسه التراب وهاج فدخلنا فإذا هو على سريره مكشوف الوجه فدفناه ببئر ميمون.
وقال محمد بن موسى العمي: حدثني علي بن محمد العمي حدثني أبي قال شهدت موت المنصور فقال له عيسى بن ماهان جد ربيعة اعهد لابنك المهدي فقال تزيدوني على مثل ما عمل عبد الملك بن مروان حسبي ما جنيت على نفس ويكفيني ما تقلدت من هذا الأمر وما في عنقي ثم مات وقال العمي عن عبيد الله بن سعد عن صالح صاحب المصلى عن علي بن يقطين قال تغدينا مع المهدي في وقت الضحى ثم نهض إلى رواق فنام فيه وتنحينا فنمنا فانتبهنا ببكائه فدخلنا فزعين وسألناه عن ذلك قال قام على باب البهو شيخ لو كان بيبن ألف إنسان عرفته فقال:
كأني بهذا البهو قد باد أهله ... وأوحش منه ركنه ومنازله
وصار عميد القصر من بعد بهجة ... وملك إلى رس عليه جنادله