للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرة في البعير الذي شكا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهله وقد ورد في كلام الضب والظبية والذئب والحمرة أحاديث رواها البيهقي في الدلائل اهـ.

قلت: وسياق حديث يعلي بن مرة الثقفي على ما أورده البغوي في شرح السنة هكذا بينا نحن نسير مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ مر بنا بعير يسنى عليه فلما رآه البعير جرجر فوضع جرانه فوقف عليه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال أين صاحب البعير فجاءه فقال بعنيه فقال بل نهبه لك يا رسول الله وإنه لأهل بيت ما لهم معيشة غيره فقال إمَّا ذكرت هذا من أمره فإنه شكا كثرة العمل وقلة العلف فأحسنوا إليه وروى الإمام أحمد قصة أخرى بنحو ما تقدم من حديثه وسند ضعيف وأخرج ابن شاهين في الدلائل عن عبد الله بن جعفر قال أردفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم خلفه فدخل حائط رجل من الأنصار فإذا جمل فلما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - حن فذرفت عيناه فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فمسح ذفرانه فسكن ثم قال من رب هذا الجمل فجاء فتى من الأنصار فقال هذا لي يا رسول الله فقال ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكا إليّ أنك تجيعه وتدئبه وهو حديث صحيح ورواه أبو داود عن موسى بن إسماعيل عن مهدي بن ميمون وروى أحمد والنسائي من حديث أنس رضي الله عنه كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه وأنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره وإن الأنصار جاؤا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا إنه كان لنا جمل نسني عليه وأنه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش النخل والزرع فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه قوموا فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحية فمشى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحوه فقالت الأنصار يا رسول الله قد صار مثل الكَلْب الكَلب وإنا نخاف عليك صولته فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس علي منه بأس فلما نظر الجمل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل نحوه حتى خر ساجداً بين يديه فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بناصيته أذل ما كان قط حتى أدخله في العمل فقال له أصحابه يا رسول الله هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ونحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك فقال - صلى الله عليه وسلم - لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر لو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها وأما كلام الضب فحديثه مشهور رواه البيهقي من طرق كثيرة وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>