فأخذ درعي ومنزله في أقصى الناس وعند خبائه فرس يستن في طوله وقد كفأ على الدرع برمة وفوق البرمة رحل فأت خالد بن الوليد فمره أن يبعث إلي درعي فيأخذها وإذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يعني أبا بكر الصديق فقل له إن علي من الدين كذا وفلان من رقيقي عتيق وفلان فأتى الرجل خالداً فأخبره فبعث لي الدرع فأتي بها وحدثت أبا بكر برؤياه فأجاز وصيته قال ولا نعلم أحد أجيزت وصيته بعد موته غير ثابت بن قيس.
وقال محمود بن محمد بن الفضل في كتاب المتفجعين: حدثنا هاشم بن القاسم الحراني حدثنا بشر بن بكير التنيسي حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عطاء الخراساني قال أتيت المدينة فلقيت بها رجلاً قلت حدثني بحديث ثابت بن قيس بن شماس يرحمك الله فقال قم معي فانطلقت معه حتى انتهينا إلى باب دار فدخل فلبث لبثة ثم خرج إلي فأدخلني فإذا بامرأة جالسة فقال هذه ابنة ثابت بن قيس فاسألها عما بدا لك قلت حدثيني عن أبيك رحمه الله قالت لما أنزل الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي الآية أغلق عليه بابه وطفق يبكي فساق الحديث وفيه قوله - صلّى الله عليه وسلم - لست منهم ولكن تعيش حميداً وتقتل شهيداً ويدخلك الله الجنة بسلام فلما كان يوم اليمامة خرج مع خالد بن الوليد إلى مسيلمة وفيه وكانت على ثابت درع نفيسة وفيه فرأى رجل من الصحابة في منامه أتاه ثابت فساقه إلى آخره نحو السياق الأوّل وفيه قالت ولا نرى أحداً من المسلمين أجيزت وصيته بعد موته إلا وصية ثابت بن قيس وأخرج الحاكم في المستدرك عن حسين بن خارجة قال لما جاءت الفتنة الأولى أشكلت علي فقلت اللهم أرني من الحق أمراً أمسك به فأريت فيما يرى النائم الدنيا والآخرة وكان بينهما حائط غير طويل وإذا أنا تحته فقلت لو تسفلت هذا الحائط حتى أنظر إلى قتلى أشجع فيخبروني قال فانهبطت بأرض ذات شجر فإذا بنفر جلوس فقلت أنتم الشهداء قالوا نحن الملائكة قلت فأين الشهداء قالوا تقدم إلى الدرجات فارتفعت درجة الله أعلم من الحسن والسعة فإذا أنا