للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس معهم حطب فتفرّق القوم فحطبوا فلم يلبثوا إن أعظموا نارهم وصنعوا ما أرادوا وكذلك الذنوب).

قال العراقي: رواه أحمد والبيهقي في الشعب مقتصراً على آخره إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه وإن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - ضرب لهن مثلاً الحديث وإسناده جيد أما أوّل الحديث فرواه مسلم مختصراً من حديث جابر إن الشيطان قد أيس أن يعبد في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم أهـ.

قلت: أوّل الحديث قد روي من طرق منها حديث عبادة بن الصامت إن الشيطان قد أيس أن يعبد في جزيرة العرب رواه الطبراني في الكبير والضياء في المختارة وفي لفظ للطبراني أن تعبد الأصنام في جزيرة العرب ورواه كذلك من حديث أبي الدرداء ومنها حديث ابن عباس إن الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضكم ولكن رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا الحديث رواه الحاكم ومنها حديث العباس بن عبد المطلب إن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب ولكن خفت أن يضل من يبقى منهم بالنجوم رواه الطبراني في الكبير ومنها حديث أبي هريرة إن الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضكم هذه ولكن رضي منكم بما تحقرون رواه أبو نعيم في الحلية ومنها حديث معاذ إن الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضي هذه ولكنه قد رضي بالمحقرات من أعمالكم رواه الطبراني في الكبير وأما حديث جابر فلفظه إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون ولكن في التحريش بينهم رواه أحمد ومسلم والترمذي والتحريش هو إغراء بعض على بعض وأما لفظ حديث ابن مسعود عند أحمد والبيهقي إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه كرجل كان في أرض فلاة فحضر صنيع القوم فجعل الرجل يجيء بالعود والرجل يجيء بالعود حتى جمعوا من ذلك سواداً وأججوا ناراً فانضجوا ما فيها وكذلك رواه الطبراني وقد روى نحو ذلك من حديث سهل بن سعد إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل

<<  <  ج: ص:  >  >>