أنكم أولياء الله في الدنيا فما بالكم معنا في النار فإذا سمع الله ذلك منهم أذن في الشفاعة لهم فيشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون حتى يخرجوا بإذن الله فإذا رأى المشركون ذلك قالوا يا ليتنا كنا مثلهم فتدركنا الشفاعة فنخرج معهم فذلك قول الله تعالى ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين قال فيسمون في الجنة الجهنميين من أجل سواد في وجوههم فيقولون ربنا أذهب عنا هذا الاسم فيأمرهم فيصلون في نهر الجنة فيذهب ذلك الاسم عنهم وأما حديث علي بن أبي طالب فرواه ابن أبي حاتم وابن شاهين في السنة ولفظه إن أصحاب الكبائر من موحدي الأمم كلها الذين ماتوا على كبائرهم غير نادمين ولا تائبين من دخل منهم جهنم لا تزرق أعينهم ولا تسود وجوههم ولا يقرنون بالشياطين ولا يغلون بالسلاسل ولا يجرعون بالحميم ولا يلبسون القطران حرم الله أجسادهم على الخلود من أجل التوحيد وصورهم على النار من أجل السجود فمنهم من تأخذه النار إلى قدميه ومنهم من تأخذه إلى عقبيه ومنهم من تأخذه إلى فخذيه ومنهم من تأخذه إلى حجزته ومنهم من تأخذه إلى عنقه على قدر ذنوبهم وأعمالهم ومنهم من يمكث فيها شهراً ثم يخرج منها ومنهم من يمكث فيها سنة ثم يخرج منها وأطولهم فيها مكثاً بقدر الدنيا منذ يوم خلقت إلى أن تفنى فإذا أراد الله أن يخرجهم منها قالت اليهود والنصارى ومن في النار من أهل الأديان والأوثان لمن في النار من أهل التوحيد آمنتم بالله وكتبه ورسله فنحن وأنتم اليوم في النار سواء فيغضب الله لهم غضباً لم يغضبه بشيء فيما مضى فيخرجهم إلى عين يمين الجنة والصراط فينبتون فيها نبات الطراثيث في حميل السيل ثم يدخلون الجنة مكتوب في جباههم هؤلاء الجهنميون عتقاء الرحمن فيمكثون في الجنة ما شاء الله أن يمكثوا ثم يسألون الله أن يمحو ذلك الاسم عنهم فيبعث الله ملكاً فيمحوه ثم يبعث الله ملائكة معهم مسامير من نار فيطبقونها على من بقي فيها يسمرونها بتلك المسامير فينساهم الله على عرشه ويشتغل عنهم أهل الجنة بنعيمهم ولذاتهم وذلك قوله تعالى ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين وأما حديث أنس فأخرجه هناد والطبراني في الأوسط وأبو نعيم