حوراء خلقها الله تعالى من أطيب الطيب من لدن رجليها إلى ركبتيها من الزعفران الرطب ومن لدن ركبتيها إلى ثدييها من المسك الأذفر ومن لدن ثدييها إلى عنقها من العنبر الأشهب ومن لدن عنقها إلى مفرق رأسها من الكافور الأبيض على كل واحدة منهن سبعون ألف حلة من حلل الجنة كأحسن ما رأيت ثم قال هذا حديث موضوع بلا شك وكنت أتهم به الحسين ابن إبراهيم والآن فقد زال الشك لأن الإسناد كلهم ثقات وإنما هو الذي قد وضع هذا وعمل هذه الصلوات كلها وقد ذكر صلاة ليلة الثلاثاء وصلاة يوم الثلاثاء وصلاة ليلة الأربعاء وصلاة يوم الأربعاء وصلاة ليلة الخميس وصلاة ليلة الجمعة وكل ذلك من هذا الجنس الذي تقدم فأضربت عن ذكره إذ لا فائدة في تضييع الزمان بما لا يخفي وضعه ولقد كان لهذا الرجل يعني به الجوزقاني حظ من علم الحديث فسبحان من يطمس على القلوب اهـ وأورده الحافظ السيوطي في اللآلئ المصنوعة هكذا بإسناد الجوزقاني وبتعلية ابن الجوزي ونقل عبارته التي أوردتها وقال.
قلت: قال الحافظ ابن حجر في اللسان العجب أن ابن الجوزي يتهم الجوزقاني بوضع هذا المتن على هذا الإسناد ويسرده من طريقه الذي هو عنده مركب ثم يعليه بإجازة عن علي بن عبد الله وهو ابن الزعفراني عن على بن بندار وهو ابن البشرى ولو كان ابن البشرى حدث به لكان على شرط الصحيح إذ لم يسبق للجوزقاني الذي اتهمه به في الإسناد مدخل وهذه غفلة عظيمة فلعل الجوزقاني دخل عليه إسناد في إسناد لأنه كان قليل الخبرة بأحوال المتأخرين وجل اعتماده في كتابه الأباطيل على المتقدمين إلى عهد ابن حبان وأما من تأخر عنه فيعل الحديث بأن رواته مجاهيل وقد يكون أكثرهم مشاهير وعليه في كثير منه مناقشات والله أعلم اهـ.
قلت: والذي ظهر لي من مجموع ما ذكر يروى عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما عند أبي موسى وعن ابن عمر كما عند الجوزقاني فالذي رواه أبو الزبير عن جابر القدر الذي ذكره المصنف تبعاً لصاحب القوت وليست فيه الزيادة المذكورة التي في حديث ابن عمر فلعل إنكار ابن الجوزي على الجوزقاني بسبب تلك