قلت: رواه الدارقطني فيه من طريق آخر وفيه محمد بن الوليد الموقري وهو ضعيف أيضاً انتهى.
قلت: هو في الكامل لابن عدي عن زيد بن عبد العزيز عن جحدر عن بقية عن الأوزاعي عن عائشة ثم قال جحدر يسرق الحديث ويروى المناكير وكذلك رواه أبو الشيخ في الثواب والقضاعي في المسند وقد روى أيضاً من حديث أنس لكن بزيادة والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة بخيل ولا عاق والديه ولا منان بما أعطى ورواه كذلك ابن عدي وأبو الشيخ والخطيب في ذم البخلاء والديلمي في السند.
٣٠٤٣ - (قال أبو هريرة) رضي الله عنه (قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - إن السخي قريب من الله)(قريب من الناس) أي من محبتهم فالمراد قرب المودة (قريب من الجنة) لسعيه فيما يدنيه منها وسلوكه طريقها فالمراد هنا قرب المسافة (بعيد من النار) والقرب من الجنة والبعد من النار جائز باعتبار قرب المسافة لأنهما مخلوقتان والقرب والبعد إنما هو برفع الحجاب وعدم رفعه فإذا قلت الحجب قلت المسافة (وإن البخيل بعيد من الله بعيد من الناس) وأما بعده عن الناس فلكونهم يمقتونه فيبعدوه عنه ويبعد عنهم (بعيد من الجنة) لأنه لم يسلك طريقها (قريب من النار) لكونها حفت بالشهوات وحجبت بها والبخل بالمال شهوة نفسية هي طريقه الموصلة إلى النار (وجاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل) لأن الجاهل السخي سريع الانقياد إلى ما يؤمر به من نحو تعلم وإلى ما ينهى عنه بخلاف العابد البخيل قال ابن العربي وهذا مشكل يباعد الحديث عن الصحة مباعدة كثيرة وعلى حاله فيحتمل أن معناه أن الجهل قسمان جهل بما لا بد من معرفته في عمله واعتقاده وجهل بما يعود نفعه على الناس من العلم فأما الختص به فعابد بخيل خير منه وأما الخارج عنه فجاهل سخي حتى خير منه لأن الجهل والعلم يعودان للاعتقاد والسخاء والبخل للعمل وعقوبة ذنب