المؤمنين الرجل يقل قيامه ويكثر رقاده وآخر يكثر قيامه ويقل رقاده أيهما أحب إليك فقالت سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما سألتني فقال أحسنهما عقلاً فقلت يا رسول الله أسألك عن عبادتهما فقال يا عائشة إنما يُسألان عن عقولهما فمن كان أعقل كان أفضل في الدنيا والآخرة/ وقال داود أيضاً في كتابه حدثنا عباد بن كثير عن أبي إدريس عن وهب بن منبه إني وجدت في بعض ما أنزل الله تعالى على أنبيائه أن الشيطان لم يكابد شيئا أشد عليه من مؤمن عاقل وإنه يكابد مائة ألف جاهل فيشدهم حتى يركب رقابهم فينقادون له حيث شاء ويكابد المؤمن العاقل فيصعب عليه حتى ينال منه شيئاً من صاحبه/ وبهذا الإسناد قال وهب أيضاً لإزالة الجبل صخرة صخرة وحجراً حجراً أيسر على الشيطان من مكايدة المؤمن العاقل لأنه إذا كان مؤمناً عاقلاً ذا بصيرة فلهو أثقل على الشيطان من الجبال وأصعب من الحديد وإنه ليزاوله بكل حيلة فإذا لم يقدر على أن يستزله قال يا ويله ماله ولهذا لا حاجة لي بهذا ولا طاقة لي بهذا فيرفضه ويتحوّل إلى الجاهل فيستأسره ويتمكن من قيادة حتى يسلمه إلى الفضائح التي يتعجل بها في عاجل الدنيا وإن الرجلين ليستويان في أعمال البر فيكون بنيهما كما بين المشرق والمغرب أو أبعد إذا كان أحدهما أعقل من الآخر أخرجه أبو نعيم في الحلية هكذا من طريق الحارث بن أبي أسامة عن داود المذكور/وأما من غير كتاب داود فأخرج الخطيب من رواية أبي سمعان عن الزهري والطبراني من رواية منبه بن عثمان حدثني عمر بن محمد بن زيد كلاهما عن سالم عن أبيه عن عمر مرفوعاً إن لكل شيء معدناً ومعدن التقوى قلوب العارفين/وأخرج الخطيب أيضاً من رواية عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رفعه إن الرجل ليكون من أهل الجهاد ومن أهل الصلاة والصيام ومن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وما يجزى يوم القيامة إلا على قدر عقله/وأخرج الخطيب أيضاً من رواية إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن نافع عن ابن عمر رفعه لا تعجبوا بإسلام امرئ حتى تعرفوا عقدة عقله/ وأخرج البيهقي في الشعب من رواية خليد ابن دعلج عن معاوية بن قرة رفعه الناس يعملون بالخير وإنما يعطون أجورهم على قدر عقولهم خليد ضعيف/ وأخرج ابن عدي من رواية الربيع الجيزي حدثنا محمد ابن وهب الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا مالك بن أنس عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه أكمل الناس عقلاً أطوعهم لله وأعملهم بطاعته وأنقص