كنت لكم فقالوا جزاك الله من نبي خيراً فلقد كنت لنا كالأب الرحيم وكالأخ الناصح المشفق أديت رسالات الله عز وجل وأبلغتنا وحيه ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة فجزاك الله عنا أفضل ما جازى نبياً عن أمته فقال لهم معاشر المسلمين أنا أنشدكم بالله وبحقي عليكم من كانت له قبلي مظلمة فليقم فليقتص مني فذكر حديثاً طويلاً فيه قيام عكاشة لطلب القصاص نحو ورقة كاملة وفيه فمرض رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - من يومه فكان مريضاً ثمانية عشر يوماً يعوده الناس وكان - صلّى الله عليه وسلم - ولد يوم الاثنين وبعث يوم الاثنين وقبض يوم الاثنين فلما كان في يوم الأحد ثقل في مرضه فأذن بلال بالأذان ثم وقف بالباب فنادى السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله الصلاة يرحمك الله فسمع رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - صوت بلال فقالت فاطمة يا بلال إن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - اليوم مشغول بنفسه فدخل بلال المسجد فلما أسفر الصبح قال والله لا أقيمها أو استأذن سيدي رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فرجع وقام بالباب ونادى السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله الصلاة يرحمك الله فسمع رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - صوت بلال فقال ادخل يا بلال إن رسول الله اليوم مشغول بنفسه مر أبا بكر يصلي بالناس فخرج ويده على أم رأسه وهو يقول واغوثاه بالله وانقطاع رجائي وانقصام ظهري ليتني لم تلدني أمي إذ ولدتني لم أشهد من رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - هذا اليوم ثم قال يا أبا بكر ألا إن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - أمرك أن تصلي بالناس فتقدم أبو بكر الناس وكان رجلاً رقيقاً فلما نظر إلى خلوة المكان من رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - لم يتمالك أن خر مغشياً عليه وضج المسلمون بالبكاء فسمع رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - ضجيج الناس فقال ما هذه الضجة فقالوا ضجة المسلمين لفقدك يا رسول الله فدعا النبي - صلّى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب وابن عباس واتكأ عليهما فخرج إلى المسجد فصلى بالناس ركعتين خفيفتين ثم أقبل بوجهه المليح عليهم فقال معشر المسلمين استودعتكم الله أنتم في رجاء الله وأمانته والله خليفتي عليكم معاشر المسلمين عليكم باتقاء الله وحفظ طاعته من بعدي فإني مفارق الدنيا هذا أول يوم من الآخرة وآخر يوم من الدنيا فلما كان يوم الاثنين اشتد به الأمر وأوحى الله إلى ملك الموت عليه السلام أن