احتضر أبو بكر رضي الله عنه قال أيها الناس قد حضرني من أمر الله تعالى وقضائه ما ترون وإنه لا بد لكم من رجل يلي أمركم ويصلي بكم ويقاتل عدوّكم ويقسم بينكم فيئكم فإن شئتم اجتمعتم فأمرتم فاستعملتم وإن شئتم إن اجتهد لكم رأي فوالله لا آلوكم ونفسي خيراً قال فبكى الناس وقالوا أنت خيرنا واعلمنا فاختر لنا قال فإني أختار لكم عمر بن الخطاب قال الحسن ودموعه تتحدر من عينيه فاختار والله الذي لا إله إلا هو خياراً يتعرفون منه في كل يوم يأتي عليهم المزيد في دنياهم حتى قتل رضي الله عنه قال وحدثنا أبو يعلى محمد بن شداد بن عيسى المسمعي زرقان حدثنا أبو عبد الرحمن العتبي حدثنا أبو إبراهيم العامري قال أوصى أبو بكر الصديق عند وفاته هذا ما عاهد أبو بكر خليفة رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - في أوّل يوم من الآخرة داخلاً فيها وآخر يوم من الدنيا خارجاً منها إنه قد ولي عمر بن الخطاب فإن يعدل ويحسن فذلك ظني به وأملي فيه وإن خالف فعليه ما اكتسب ولا أعلم الغيب وإنما أردت الخير وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وقال أيضاً حدثنا محمد بن جبلة حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث بن سعد عن علوان عن صالح بن كيسان عن حميد بن عبد الرحمن بن عون عن أبيه أنه دخل على أبي بكر في مرضه الذي توفي فيه فأصابه مضيق فقال له عبد الرحمن أصبحت والحمد لله بارئاً قال له أبو بكر أترى ذلك قال نعم قال إني على ذلك لشديد الوجع وما لقيت منكم يا معشر المهاجرين أشد علي من وجعي إني وليت أمركم خيركم في نفسي فكلكم ورم من ذلك أنفه يريد أن يكون الأمر له ورأيتم الدنيا قد أقبلت ولما تقبل وهي مقبلة حتى تتخذوا ستور الحرير ونضائد الديباج وتألمون الاضطجاع على الصوف الأزري ولأن يقام أحدكم على حسك السعدان خير له من المكاثرة ولأن يقدم أحدكم فتضرب رقبته في غير حد خير له من أن يخوض غمرة الدنيا وأنتم أول ضال بالناس غداً فتصفحونهم عن الطريق يميناً وشمالاً يا هادي الطريق إنما هو الفجر أو البحر فقلت له خفض عليك يرحمك الله فإن هذا يهيضك على ما بك إنما الناس في أمرك بين رجلين أما رجل وافقه ما صنعت فهو معك وأما