إن المؤمن ينزل به الموت ويعاين ما يعاين يود لو خرجت نفسه والله يحب لقاءه وإن المؤمن تصعد روحه إلى السماء فتأتيه أرواح المؤمنين فيستخبرونه عن معارفه من أهل الدنيا فإذا قال تركت فلانا في الدنيا أعجبهم ذلك وإذا قال إن فلاناً قد مات قالوا ما جيء به إلينا.
قال السيوطي: هذا حديث صحيح رجاله ثقات وروى الثعلبي في تفسيره من حديث أبي هريرة إذا مات الميت تلقته الأرواح يستخبرونه كما يستخبر الراكب ما فعل فلان وفلان حتى انهم ليسألونه عن هر البيت وأما مرسل الحسن فقد رواه آدم بن أبي إياس في تفسيره عن المبارك بن فضالة عنه رفعه إذا مات العبد تلقى روحه أرواح المؤمنين فيقولون له ما فعل فلان ما فعل فلان وإذا قال مات قبلي قالوا ذهب به إلى أمه الهاوية بئست الأم وبئست المربية وقد رواه الحاكم من طريقه وروى سعيد بن منصور في سننه وابن أبي الدنيا عن الحسن قال إذا احتضر المؤمن حضر خمسمائة ملك فيقبضون روحه فيعرجون به إلى السماء الدنيا فتلقاهم أرواح المؤمنين الماضية فيريدون أن يستخبروه فتقول لهم الملائكة إرفقوا به فإنه خرج من كرب عظيم ثم يستخبرونه حتى يستخبر الرجل عن أخيه وعن صاحبه فيقول هو كما عهدت حتى يستخبروه عن إنسان قد مات قبله فيقول أو ما أتى عليكم فيقولون أو قد هلك فيقول إي والله فيقولون أراه قد ذهب به إلى أمه الهاوية بئست الأم وبئست المربية وأما مرسل الأشعث فأخرجه عبد الرزاق وابن جرير قال إذا مات المؤمن ذهب بروحه وروح المؤمنين فتقول روّحوا أخاكم فإنه كان في غم الدنيا ويسألونه ما فعل فلان فيخبرهم فيقول صالح حتى يسألوه ما فعل فلان فيقول مات أما جاءكم فيقولون لا ذهب به إلى أمه الهاوية وروى هناد في كتاب الزهد من طريق أبي إسحاق عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال حدثنا بعض أهل العلم أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال أن الشهداء ثلاثة فأدنى الشهداء عند الله منزلة رجل خرج منبوذاً بنفسه وماله فذكر الحديث وفيه فإذا انتهى إلى إخوانه سألوه كما تسألون الراكب يقدم عليكم من بلادكم فيقولون ما فعل فلان ما فعل فلان فيقول أفلس فلان فيقولون ما فعل فلان