فيأتيهن واحدة واحدة كلما جاء واحدة قالت والله ما في الجنة شيء أحسن منك وما في الجنة شيء أحب إلي منك وروى عبد بن حميد عن مجاهد في قوله حور مقصورات في الخيام قال لا يخرجن من بيوتهن وقال الحسن أي محبوسات ليس بطوافات في الطرق رواه ابن جرير وقال مجاهد أيضاً مقصورات قلوبهن وأبصارهن وأنفسهن على أزواجهن في خيام اللؤلؤ لا يردن غيرهن رواه ابن أبي شيبة وهناد وروى ابن مردويه عن أنس قال حدثني رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال حدثني جبريل قال يدخل الرجل على الحوراء فتستقبله بالمعانقة والمصافحة لو أن بعض ثيابها بدا لغلق ضوءه ضوء الشمس والقمر ولو أن طاقة من شعرها بدت لملأت ما بين المشرق والمغرب من طيب ريحها فبينا هو متكئ عليها مع أريكته إذ أشرف عليه نور من فوقه فيظن أن الله تعالى قد أشرف على حلقه فإذا حوراء تناديه يا ولي الله أما لنا فيك من دولة فيقول ومن أنت يا هذه فيقول أنا من اللواتي قال الله ولدينا مزيد فيتحوّل إليها فإذا عندها من الجمال والكمال ما ليس مع الأولى فبينما هو متكئ معها على أريكته إذ أشرف عليه نور من فوقه فإذا حوراء أخرى تناديه يا ولي الله أما لنا فيك من دولة فيقول ومن أنت يا هذه فتقول أنا من اللواتي قال الله فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون فلا يزال يتحوّل من زوجة إلى زوجة وروى ابن أبي الدنيا في صفة الجنة وابن أبي حاتم من حديث أنس لو أن حوراء بزقت في بحر لجي لعذب ذلك البحر من عذوبة ريقها وروى ابن أبي الدنيا عن ابن عمر وقال لشفر المرأة أطول من جناح النسر وعن ابن عباس قال لو أن حوراء أخرجت كفها بين السماء والأرض لافتتن الخلائق بحسنها ولو أخرجت معصمها لكانت الشمس عند حسنه مثل الفتيلة في الشمس لا ضوء لها ولو أخرجت وجهها لأضاء حسنها ما بين السماء والأرض وروى ابن أبي شيبة عن مجاهد قال إنه ليوجد ريح المرأة من الحور العين من مسيرة خمسمائة سنة.