للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا نحن الخالدات فلا نموت أبداً ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبداً طوبى لمن كنا له وكان لنا قلت يا رسول الله المرأة تتزوّج الزوجين والثلاثة والأربعة في الدنيا ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها من يكون زوجها منهم قال أنها تخير فتختار أحسنهم خلقاً فتقول يا رب إن هذا كان أحسنهم معي خلقاً في دار الدنيا فزوجنيه يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة أهـ ..

وقد وصفهن الله تعالى في كتابه العزيز بأوصاف كثيرة منها قوله تعالى فيهن قاصرات الطرف أي قصرن أطرافهن على أزواجهن فلا يطمحن إلى غيرهم وقيل قصرن أطراف أزواجهن عليهن بحسنهن فلا يدعن في أطراف أزواجهن فضله استحسان لغيرهن ومنها قوله تعالى لم يطمثهن إنس قبلهم ولاجان أي لم يمسهن وقيل لم يفتضهن أي لم يأخذ فضتهن وهي البكارة واختلف في المراد بهن فقيل الحور اللواتي نشأن في الجنة وقيل نساء الدنيا أيضاً من أهل الجنة وإن كن في الدنيا ثيبات لأن الله تعالى أنشأهن في الجنة إنشاءً آخر كما قال تعالى إنا أنشأناهن إنشاءً الآية وقيل هن اللواتي متن وهن أبكار وبالجملة فلا شك في أن نساء الجنة من الآدميات والحور في أكمل الصور جمالاً وحسناً وريحاً طيباً وصفاً وضياءً لما تقدم من الإخبار وروى أبو يعلى في مسنده إلى النبي - صلّى الله عليه وسلم - حديثاً فيه أنه - صلّى الله عليه وسلم - قال في حق الداخلين إلى الجنة فيدخل رجل منهم على ثنتين وسبعين زوجة مما ينشئ الله وثنتين من ولد آدم لهما فضل على من أنشأ الله بعبادتهما الله في الدنيا يدخل على الأولى منهما في غرفة من ياقوتة على سرير من ذهب مكلل باللؤلؤ عليه سبعون حلة من سندس واستبرق وإنه ليضع يده بين كتفيها ثم ينظر إلى صدرها من وراء ثيابها وجلدها ولحمها وإنه لينظر إلى مخ ساقها كما ينظر أحدكم إلى السلك في قصبة الياقوت كبده لها مرآة وكبدها له مرآة فبينما هو عندها لا يملها ولا تمله ولا يأتيها من مرة إلا وجدها عذراء ما يفتر ذكره ولا يشتكي قبلها فبينما هو كذلك إذ نودي أن قد عرفنا أنك لا تمل ولا تمل إلا أنه لا مني ولا منية إلا أن يكون لك أزواج غيرها فيخرج

<<  <  ج: ص:  >  >>