أبو نعيم في الحلية فقال كان يسكن جرجان كوفي الأصل له الصيت البليغ والمكان الرفيع في النسك والتعبد كان يغلب عليه المؤانسة والمساعدة روى عن طاوس وعطاء والربيع بن خيثم ومحمد بن كعب القرظي وغيرهم وعنه محمد ابن الفضل بن عطية وأبو طيبة الجرجاني ومحمد بن سوقة وابن المبارك وفضيل بن غزوان وأبو سليمان المكتب وأبو شبرمة وغيرهم (قال أتاني أخ لي من أهل الشام فأهدى لي هدية وقال) يا كرز (اقبل مني هذه الهدية فإنها نعم الهدية فقلت يا أخي من أهدى إليك هذه الهدية قال أعطانيها إبراهيم التيمي قلت أفلم تسأل إبراهيم التيمي من أعطاه إياها قال بلى قال كنت جالساً في فناء الكعبة وأنا في التسبيح والتهليل فجاءني رجل فسلم عليّ وجلس عن يميني فلم أرا أحسن منه وجهاً ولا أحسن منه ثياباً ولا أشد بياضاً ولا أطيب ريحاً منه فقلت يا عبد الله من أنت ومن أين جئت فقال أنا الخضر فقلت في أي شيء جئتني قال جئتك للسلام عليك وحباً لك في الله عز وجل وعندي هدية أريد أن أهديها إليك
قلت: ما هي فقال هي أن تقرأ قبل طلوع الشمس وانبساطها على الأرض وقبل الغروب الفاتحة وقل أعوذ برب الناس وقل أعوذ بربب الفلق وقل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون وآية الكرسي كل واحدة سبع مرات وتقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاَّ الله والله أكبر سبع مرات وتصلي على النبي - صلّى الله عليه وسلم - سبعاً وتستغفر للمؤمنين والمؤمنات) الأحياء منهم والأموات (سبعاً وتستغفر لنفسك ولوالديك) وما توالد لك ولإهلك (سبعاً) وتقول اللهم افعل بي وبهم عاجلاً وآجلاً في الدين والدنيا والآخرة ما أنت له أهل ولا تفعل بنا يا مولانا ما نحن له أهل إنك غفور رحيم جواد كريم رؤف رحيم سبع مرات وأحذر أن لا تدعه غدوة وعشية فقلت أحب أن تخبرني من أعطاك هذه العطية فقال أعطانيها محمد - صلّى الله عليه وسلم - فقلت أخبرني بثواب ذلك فقال إذا لقيت محمدًا - صلّى الله عليه وسلم - فاسأله عن ثوابه فإنه سيخبرك بذلك فذكر إبراهيم التيمي أنه رأى ذات ليلة في منامه كأن الملائكة جاءت فاحتملته حتى أدخلته الجنة فرأى ما فيها ووصف أموراً عظيمة مما رآه في الجنة قال فسألت الملائكة فقلت لمن هذا كله فقالوا