للذي يعمل مثل عملك وذكر أنه أكل من ثمارها وسقوه من شرابها قال فأتاني النبي - صلّى الله عليه وسلم - ومعه سبعون نبياً وسبعون صفاً من الملائكة كل صف مثل ما بين المشرق إلى المغرب فسلم عليّ وأخذ بيدي فقلت يا رسول الله إن الخضر أخبرني أنه سمع منك هذا الحديث فقال صدق الخضر صدق الخضر وكل ما يحكيه فهو حق وهو عالم أهل الأرض وهو رئيس الأبدال وهو من جنود الله عز وجل فقلت يا رسول الله فمن فعل هذا وعمله ولم ير مثل الذي رأيت في منامي هل يعطى شيئاً مما أعطيته فقال والذي بعثني بالحق نبياً إنه ليعطي العامل بهذا وإن لم يرني ولم ير الجنة إنه ليغفر له جميع الكبائر التي عملها ويرفع الله سبحانه عنه غضبه ومقته ويؤمر صاحب الشمال أن لا يكتب عليه شيئاً من السيئات إلى سنة والذي بعثني بالحق نبياً ما يعمل بهذا إلامن خلقه الله عز وجل سعيداً ولا يتركه إلاَّ من خلقه الله عز وجل شقياً وكان إبراهيم مكث أربعة أشهر لم يطعم ولم يشرب فلعله كان بعد هذه الرؤيا) ذكره الأعمش عنه هذا بعينه سياق صاحب القوت من أوله إلى آخره ونقله عنه أيضاً صاحب العوارف مختصراً والذي رُوي عن الأعمش قال سمعت إبراهيم التيمي يقول إني لأمكث ثلاثين يوماً لا آكل ورواه ابن عساكر في التاريخ من طريق عمر بن فروخ عن عبد الرحمن بن حبيب عن سعد بن سعيد عن كرز بن وبرة بطوله
وقال العراقي: حديث كرز بن وبرة عن رجل من أهل الشام عن إبراهيم أن الخضر علمه المسبعات العشر وقال في آخرها أعطانيها محمد - صلّى الله عليه وسلم - ليس له أصل ولم يصح في حديث قط اجتماع الخضر بالنبي - صلّى الله عليه وسلم - ولا عدم اجتماعه ولا حياته ولا موته اهـ
قلت: وهي مسألة شهيرة الاختلاف بين المحدثين والصوفية والكلام عليها طويل الذيل وقد أورد الحافظ ابن حجر طرفاً منه في الإصابة في ترجمة الخضر عليه السلام وهذا أيضاً على قواعد المحدثين لا يستقيم فإنها رؤيا منامية وسعد بن سعيد الجرجاني قال البخاري لا يصح حديثه وأبو طيبة ضعفه يحيى بن معين وكرز بن وبرة عن رجل من الشام مجهول لا يدري من هو ولكن مثل هذا يغتفر في فضائل الأعمال لا سيما وقد تلقته الأمة بالقبول والله أعلم!!!.