الجمل سقطت من الحلية وهي عند الخطيب وابن القيم في أوَّل الحديث كما أشرنا إليه والذي في الحلية وكذا عند ابن عبد البر قوله بالقيام وبه توصل الأرحام وبه يعرف الحلال من الحرام وتحقيق هذا المحل إن كل ما سوى الله يفتقر إلى العلم لا قوام له بدونه فإن الوجود وجودان وجود الخلق ووجود الأمر والخلق والأمر مصدرهما علم الرب وحكمته فكل ما ضمه الوجود من خلقه وأمره صادر عن علمه وحكمته فما قامت السماوات والأرض وما بينهما إلا بالعلم ولا بعثت الرسل وأنزلت الكتب إلا بالعلم ولا عبد الله وحده وحمد وأثنى عليه ومجد إلا بالعلم ولا عرف الحلال من الحرام إلا بالعلم ولا عرف فضل الإسلام على غيره إلا بالعلم (هو أمام والعمل تابعه) وعند الخطيب للعمل والعمل تابعه وعند ابن عبد البر وأبي نعيم وهو أمام العمل والعمل تابعه (يلهمه السعداء) أي من سبقت له السعادة الأزلية الهم بالعلم (ويحرمه الأشقياء) أي ليس لهم نصيب منه هكذا رواه أبو نعيم في الحلية وأبو طالب المكي في القوت والخطيب وابن القيم وغيرهم موقوفاً ورواه أبو نعيم في المعجم وابن عبد البر كما تقدم مرفوعاً وقال في آخره وهو حديث حسن ولكن ليس له إسناد قوي وقد رويناه من طرق شتى موقوفاً ثم رواه من رواية أبي عصمة نوح بن أبي مريم عن رجاء بن حيوة عن معاذ موقوفاً.
قال العراقي: قوله حسن أراد به الحسن المعنوي لا الحسن المصطلح عليه بين أهل الحديث فإن موسى بن محمد البلقاوي كذبه أبو زرعة وأبو حاتم ونسبه العقيلي وابن حبان إلى وضع الحديث وعبد الرحمن بن زيد متروك وأبوه مختلف فيه والحسن لم يدرك معاذاً وأبو عصمة المذكور في الموقوف ضعيف أيضاً كان يقال له نوح الجامع قال ابن حبان جمع كل شيء إلا الصدق ورجاء ابن حيوة أيضاً لم يسمع من معاذ وروى الموقوف سليم الرازي في الترغيب والترهيب من طريق آخر وفيه كنانة بن جبلة ضعيف جداً.
قلت: ولكن صرح أبو طالب أن رجاء بن حيوة سمعه من عبد الرحمن بن غنم عن معاذ هذا أشبه والله أعلم.
وقال العراقي: في تخريجه الصغير أخرجه بطوله أبو الشيخ في كتاب الثواب له وقال في تخريجه الكبير وفي الباب عن أنس وأبي هريرة وعبد الله بن أبي أوفى