الأرض صلّى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه فينطلقون به إلى ربه تعالى ثم يقول انطلقوا به إلى آخر الأجل وإن الكافر إذا خرجت روحه فذكر من نتنها وذكر لعناً وتقول أهل السماء ريح خبيثة جاءت من قبل الأرض فيقال انطلقوا به إلى آخر الأجل فحديث أبي هريرة بطرقه المذكورة شاهد جيد لحديث البراء السابق ومن شواهده أيضاً ما رواه هناد في الزهد وعبد بن حميد في التفسير والطبراني في الكبير بسند رجاله ثقات عن عبد الله بن عمرو قال إذا توفى الله العبد المؤمن أرسل إليه ملكين بخرقة من الجنة وريحان من الجنة فقالا أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى روح وريحان ورب غير غضبان اخرجي فنعم ما قدمت فتخرج كأطيب ريح مسك وجدها أحدكم بأنفه وعلى أرجاء السماء ملائكة يقولون سبحان الله لقد جاء من الأرض اليوم روح طيبة فلا تمر بباب إلا فتح له ولا ملك إلا صلّى عليه وشفع حتى يؤتى به ربه عز وجل فتسجد الملائكة قبله ثم يقولون هذا عبدك فلان توفيناه وأنت أعلم به فيقول مروه بالسجود فتسجد النسمة ثم يدعي ميكائيل فيقال اجعل هذه النسمة مع نفس المؤمنين حتى أسألك عنها يوم القيامة فيؤمر بقبره فيوسع له طوله سبعون وعرضه سبعون وينبذ فيه الريحان ويبسط له فيه الحرير وإن كان معه شيء من القرآن نوّره وإلا جعل له نور مثل نور الشمس ثم يفتح له باب إلى الجنة فينظر إلى مقعده في الجنة بكرة وعشياً وإذا توفى الله العبد الكافر أسل إليه ملكين وأرسل إليه بجاداً أنتن من كل نتن وأخشن من كل خشن فقالا أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى جهنم وعذاب أليم ورب عليك ساخط اخرجي فساء ما قدمت فتخرج كأنتن جيفة وجدها أحدكم بأنفه قط وعلى أرجاء السماء ملائكة يقولون سبحان الله لقد جاء من الأرض جيفة ونسمة خبيثة لا يفتح لها باب السماء فيؤمر بجسده فيضيق عليه في القبر ويملأ حيات مثل أعناق البخت تأكل لحمه فلا تدع من عظامه شيئاً ثم يرسل عليه ملائكة صم عمي معهم فطاطيس من حديد لا يبصرونه فيرحمونه ولا يسمعون صوته فيرحمونه فيضربونه ويخبطونه ويفتح له باب من نار فينظر إلى مقعده من النار بكرة وعشياً