يسأل الله أن يديم ذلك عليه فلا يصل إلى ما وراء من النار أرجاء السماء نواحيها والبجاد الكساء الغليظ والفطاطيس جمع فطيس كسكير المطرقة العظيمة وروى ابن أبي شيبة في المصنف والبيهقي واللالكائي عن أبي موسى الأشعري قال تخرج نفس المؤمن وهي أطيب ريحاً من المسك فتصعد بها الملائكة الذين يتوفونها فتلقاهم ملائكة دون السماء فيقولون من هذا فعكم فيقولون فلان ويذكرونه بأحسن عمله فيقولون حياكم الله وحيا من معكم فتفتح له أبواب السماء فيشرق وجهه فيأتي الرب ولوجهه برهان مثل الشمس قال وأما الكافر فتخرج نفسه وهي أنتن من الجيفة فتصعد بها الملائكة الذين يتوفونها فتلقاهم ملائكة دون السماء فيقولون من هذا فيقولون فلان ويذكرونه بأسوأ عمله فيقولون ردوه فما ظلمه الله شيئاً وقرأ أبو موسى ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وروى ابن المبارك من طريق شمر بن عطية أن ابن عباس سأل كعب الأحبار عن قوله تعالى كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين قال إن روح المؤمن إذا قبضت عرج بها إلى السماء فتفتح لها أبواب السماء وتلقاها الملائكة بالبشرى حتى ينتهي بها إلى العرش وتعرج الملائكة فتخرج لها الملائكة تحت العرش رقاً فتختم ويرقم ويوضع تحت العرش لمعرفة النجاة للحساب يوم القيامة فذلك قوله تعالى كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم قال وقوله تعالى كلا إن كتاب الفجار لفي سجين قال إن روح الفاجر يصعد بها إلى السماء فتأبى السماء أن تقبلها فيهبط بها إلى الأرض فتأبى الأرض أن تقبلها فيدخل بها تحت سبع أرضين حتى ينتهي بها إلى سجين وهو خد إبليس فتخرج لها من خد إبليس كتاباً فيختم ويوضع تحت خد إبليس لهلاكه للحساب فذلك قوله تعالى وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم وروى ابن أبي الدّنيا عن إبراهيم النخعي قال بلغنا أن المؤمن يستقبل عند موته بطيب من طيب الجنة وريحان من ريحان الجنة فتقب روحه فتجعل في حرير من حرير الجنة ثم ينضح بذلك الطيب ويلف في الريحان ثم ترتقي به ملائكة الرحمة حتى يجعل في عليين وروى ابن مردويه وابن منده بسند