يمكن لقريظة أن تستنجد بها ولو لفك الحصار عن معاقلها، ولكن قريظة تعلم أن هذا الحصار الذي تغرق الآن حصونها في محيطه المتلاطم إنما كان من أهم أسباب التعجيل به هو غضب تلك القبائل القرشية والنجدية ونقمتها على هؤلاء اليهود.
ولهذا فإنه لا أمل لهؤلاء اليهود المحصورين في أن تستجيب لهم تلك القبائل إذا ما استنجدوا بها.
[موقف خيبر من بني قريظة]
أما يهود خيبر من بني النضير وغيرهم (وهم أقوى قوة يهودية مسلحة في جزيرة العرب) والذين لهم اليد الطولى في تجميع جيوش الأحزاب وتموينها لغزو المدينة، فقد أصابهم الذعر وتملكهم الفزع لانسحاب جيوش الأحزاب دون أن تحقق شيئًا من الهدف الذي جاءت من أجله.
يضاف إلى هذا أن يهود بني النضير هؤلاء قد خرجوا من المدينة أذلاء مطرودين، بعد أن حاربوا المسلمين حربًا خاسرة كانت نهايتها الاستسلام وطرد هؤلاء اليهود من المدنية.
فلوا أن فيهم بقية من قدرة على منازلة المسلمين ما قبلوا الجلاء عن المدينة على تلك الصورة المهينة.
فهم (إذن) أضعف من أن يفكروا في الزحف على المدينة لفك الحصار الخانق المضروب على سيدهم حُيى بن أخطب مع عصابة الغدر والخيانة من بني قريظة.