بالفريقين إلى حافة الحرب، إذا بقريش ترسل العنان لسفائها - ومتطرفيها ليذهبوا في تصعيد الأزمة وتعقيدها إلى درجة العدوان على المسلمين بالهجوم عليهم - عن طريق التسلل - في معسكرهم بالحديبية.
فقد ذكر جمهرة المؤرخين أن سبعين من فرسان المشركين تسللوا في جماعات أثناء الليل إلى معسكر المسلمين لعلهم ينالون منهم (بالقتل أو الأسر) غدرًا في غلس الظلام، إلا أن رجال دوريات الحراسة إلى أقامها النبي - صلى الله عليه وسلم - عند نزوله الحديبية كانوا لهم بالمرصاد، حيث حبطوا جميع مخططات هؤلاء المتسللين، الذين انتهى بهم التسلل إلى الوقوع في أسر دوريات المسلمين مجموعة بعد أخرى، حتى بلغ عدد الذين ألقى عليهم الحرس الإسلامي القبض أثناء الليل سبعين فارسًا، أتى بهم الحراس مقيدين إلى مقر قيادة النبي الأعظم - صلى الله عليه وسلم - في الحديبية.
وكان هؤلاء المتسللون الأشرار قد نجحوا - في غلس الظلام - من أسر بعض الصحابة حيث هاجموهم غدرًا وهم عزل آمنون، إلا أن دوريات المسلمين استنقذت هؤلاء الأسرى المسلمين عندما ألقت القبض على السبعين من المتسللين المشركين.
[النبي يعفو عن المتسللين ويطلق سراحهم]
غير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرغم من هذا التصرف من قبل المشركين المتسللين الذي يحتل كل معاني البغي والاستفزاز، قد عفى عنهم فأطلق سراحهم جميعهم، قائلًا لأصحابه: دعوهم يكن لهم بدءُ الفجور (١)