ويمنحهم كامل الحرية تنفيذًا لتوصيات الإسلام الملحة في هذا الباب.
[بند تحرير العبيد في وزارة مالية الإسلام]
بل إن الإسلام ذهب في حرصه على تحرير الأرقاء إلى أن جعل لبيت مال المسلمين (وزارة المالية) الحق في أن تشترى العبيد وتقوم بتحريرهم إذا كان لديها من المال المجمّد ما يمكِّنها من ذلك.
يدلنا على هذا ما رواه أصحاب الحديث والتاريخ من أن مبعوث الخليفة عمر بن عبد العزيز إلى إفريقية (يحيى بن سعيد) لما لم يجد من يوزع عليهم الأموال من الفقراء. قام واشتري (باسم الدولة) مجموعة كبيرة من العبيد فأعتقهم.
قال يحيى بن سعيد:"بعثني عمر بن عبد العزيز على صدقات إفريقية فجمعتها ثم طلبت فقراء نعطيها لهم فلم نجد فقيرًا ولم نجد من يأخذها منا. فقد أغني عمر بن عبد العزيز الناس .. فاشتريت بها عبيدًا فأعتقتهم".
ولم يقتصر الإسلام في ميدان تحسين حال الرقيق والعمل على تحريره وإعادة إنسانيته التي كانت ضائعة قبل بزوغ شمس هذا الدين على ما ذكرنا من تشريعات وقوانين وتوصيات, بل ذهب (وخاصة في ميدان تحرير الرقيق نفسيًا) إلى أبعد من ذلك.
[المساواة بين الأحرار والعبيد]
ففي الوقت الذي كان التشريع الروماني والهندي والفارسي,