فقال: ما صبوت، وإِنما أَسلمت وتبعت خير دين. . دين محمد، فزاد ذلك من غيظهم، فشددوا من حبسه .. وكان قد أَنذرهم حالفًا بالله بأَنهم لن يروا حبَّة حِنْطة تصل إليهم من اليمامة، حتى يأْذن فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. . وكانت اليمامة ريفًا لأَهل مكة يعتمدون على محاصيلها لتموينهم بالمواد الغذائية الضرورية.
ولقد حاول كفار مكة قتل ثمامة .. وفعلا قدَّموه لضرب عنقه، إلا أَن أَحد عقلائهم نصحهم بأَن لا يفعلوا (خوفًا من أَن يكون رد فعل قتله لدى قومه بني حنيفة قطع المواد الغذائية عن مكة فيهلك الناس جوعًا) حيث قال: دعوه فإِنكم تحتاجون إِلى اليمامة، فخلّوا سبيله خوفًا من انتقام قومه.
[منع بيع محاصيل اليمامة في مكة]
وفعلا لقد بَرَّ هذا الزعيم الحنفي العظيم بقسمه، فأَمر قومه في اليمامة بأَن يمنعوا عن قريش ما كان يأْتي إِليها من اليمامة من حبوب ومنافع، فأَضر ذلك بقريش ضررًا كبيرًا إلى درجة تفشَّت معها المجاعة في مكة. حتى أَكلت قريش العِلهز (١).
ولم تجد قريش وسيلة لرفع ضائقة الجوع إلا التوجه إِلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليطلب من سيد بني حنيفة رفع الحصار الاقتصادي الذي فرضه عليهم.
(١) العلهز (بكسر العين وسكون اللام وكسر الهاء): الدم يخلط بأوبار الإبل فيشوى على النار.