ثم تلا عليه الجواب المسكت على السؤال المعنت فتلاه - صلى الله عليه وسلم - وهو قوله:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى عَمَّا يُشْرِكُونَ}(١).
[اليهود يسبون الله]
وقد بلغ باليهود الحقد المقود بالكفر إلى أن يسبوا الله تعالى ويسخروا من القرآن الكريم، فقد جاء مرة أبو بكر الصديق إلى بيت المدارس (أحد معاهد اليهود الدينية في المدينة). فوجد فيه عدة من علمائهم يلقون الدروس على أبناء ملتهم، وكان بينهم حبر كبير يعرفه أبو بكر الصديق اسمه (فنحاص) فقال له أبو بكر (يدعوه إلى الله في رفق ولين): ويحك يا فنحاص إتق الله وأسلم فوالله إنك لتعلم أن محمدًا لرسول الله، قد جاءكم من عنده، تجدونه مكتوبًا عندكم في التوراة والإنجيل.
فقال فنحاص:(في جرأة ووقاحة ما بعدها وقاحة) .. والله يا أبا بكر ما بينا إلى الله من فقر، وما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا، وإنا عنه لأغنياء، وما هو عنا بغنى، ولو كان عنا غنيًّا ما استقرضنا أموالنا، كما يزعم صاحبكم، ينهاكم عن الربا ويعطيناه، ولو كان غنيًّا ما أعطانا الربا، فغضب أبو بكر لهذا القول الفاحش، ثم ضرب وجه ذلك الحبر اللعين ضربًا شديدًا، وقال .. والذي نفسي بيده، لولا العهد الذي بيننا وبينكم لضربت رأسك أي عدو الله.