فإنه لا حاجة لكم بأن تخرجوا في غير ضيعة. لا ما يقول هذا، يعني أبا جهل.
وكان الأخنس الثقفي هذا سيدًا مطاعًا في بني زهرة، لذا أطاعوه ورجعوا جميعهم من الجحفة ولم يشهد بدرًا زهرى واحد. وكانوا حوالي ثلاثمائة رجل.
[حرج موقف المسلمين]
استمر جيش مكة في زحفه نحو الشمال، في خيلاءٍ متزايد وكبرياءٍ متناه، متبعًا رأى أبي جهل الذي قاده في النهاية إلى هزيمة منكرة، لم تشهد قريش مثلها في تاريخها الطويل.
أما المسلمون فقد بلغهم خبر نجاة أبي سفيان بالقافلة، ولكن الخبر الذي هو أهم من خبر إفلات القافلة هو خبر تحركات جيش مكة الضخم واستمراره في الزحف نحو بدر بالرغم من نجاة العير التي لم يخرج إلا لحمايتها.
فمما لا شك فيه، أن ترك جيش الشرك يجوس خلال الديار في تلك المنطقة الحساسة، ويستعرض عضلاته بين القبائل الضاربة بين مكة والمدينة، فيه تحد سافر لمعسكر المدينة المسلم، وتدعيم لمكانة قريش العسكرية وامتداد لسلطانها السياسي، وإضعاف لنفوذ الإسلام الذي أخذ ينتشر في تلك البقاع التي كانت (منذ الهجرة) مجالا لسرايا عسكرية يقوم بها جيش النبي لإعلاء كلمة الله وتوهين كلمة الكفر.
فسير جيش مكة في استعراضاته الاستفزازية من مكة حتى بدر،